وقد نقشت البسملة على اللوح الجنوبي الموجه للباب. وهو اللوح الوحيد الذي يمكن أخذ رسمه بسبب ضيق المغارة. وعلى اللوح المقابل للجبهة الغربية تقرأ هذه الجملة:
هذا قبر سكينة بنت الحسين.
لقد ساد الاعتقاد أن القبر هو قبر سكينة، على أن البراهين على صحة هذا متناقضة، فابن جبير يقول: إن القبر واقع إلى غربي المدينة، ولكنه لا يثبت أنه قبر سكينة نفسها، وذكر ياقوت «القبر إلى جنوبي الباب الصغير.» وزاد على هذا أن سكينة دفنت في المدينة.
فعليه لا يتفق التقليد الشائع مع كلام ياقوت، فضلا عن أن بعض المؤلفين - كالأب لامنس وابن خلكان - يقولون: إن سكينة ابنة الحسين ماتت في المدينة، وإن هذا المدفن هو ضريح أقيم لإكرامها.
ونعش فاطمة مصنوع من الحجر، ومنقوش بيد صانع ماهر، ولكن مما يؤسف له أن بعضهم أراد أن يحسن في هيئته، فدهنه بدهان أسود أضاع كثيرا من جماله. والكتابة التي عليه بالخط الكوفي ومآلها:
هذا قبر فاطمة ابنة أحمد بن الحسين بن السبطي. توفيت - رضي الله عنها - في رجب سنة تسع وثلاثين وأربعمائة.
لم نر في الأخبار أثرا لفاطمة هذه، ولا للنسب المتحدرة منه، وعلى كل لا يمكن التسليم بأنها أخت سكينة ابنة الحسين؛ لأن النص المنقوش واضح جلي على أن أمثال هذا الخطأ يقع كثيرا، وخصوصا في الشرق.
حكاية الآثار
1
نشرت مجلة المقتطف الغراء فصلا عن آثار فلسطين وسوريا، فتكلمت عن النقب في فلسطين والطرق العلمية الدولية التي يتبعها الناقبون، ولما جاء دور الكلام عن النقب في سوريا قالت:
صفحه نامشخص