از نقل به ابداع

حسن حنفی d. 1443 AH
110

از نقل به ابداع

من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (١)

ژانرها

57

وغرض الحكماء متفق مع غرض الأنبياء في الدنيا والدين. وقد أرسل الحكماء والأنبياء إلى كل الشعوب. آدم أبو البشر وأبو الأنبياء. يمثل وحدة البشر ووحدة العقيدة وكلاهما، الحكمة والنبوة من نفس المصدر نزولا من السماء. الحكماء والعلماء ورثة الأنبياء وإدخال العلماء مع الحكماء إضافة للوافد على الموروث وتوسيعا لمفهومه. انتباه الحكماء ضروري من الوقوع في سوء الفهم لكلامهم واتهامهم بالقول بقدم العالم، والحقيقة أنهم يقولون بإبداع العالم بالخلق فيضا وليس بالقدم. والفيض تطور روحي نازل للوجود في مقابل الارتقاء الروحي الصاعد للنفس. ويؤمن الحكماء الربانيون والعلماء المتفلسفون بالآيات ويعلمون الأسرار والتأويل لأنهم يمثلون سلطة بعد مغادرة الأنبياء. ولما كانت الطبيعة لا تفعل شيئا باطلا فإن قول الحكماء الصادر عن الطبيعة لا يختلف عن قول الأنبياء الصادر عن الوحي.

ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك . ومن ثم يتم تركيب الوافد على الموروث. وتدرك الحكمة الغائبة في الطبيعة كما تقرها الشريعة. الحكماء مبعوثون من الله مثل الأنبياء والرسل. وكلاهما مصدران لعلم الإخوان. والحكماء يشاركون الأنبياء في فضيلة الزهد. ويدافع الإخوان عن الحكماء ضد سوء تأويل قولهم عن الجوهر القائم بنفسه، وضرورة التمييز بين الصفة والموصوف. وينتج سوء التأويل عن المزايدة في الإيمان ضد العلم، وفي صف السلطة ضد المعارضة. يدافع الإخوان عن الفلسفة كما دافع ابن رشد ضد اتهام الغزالي لها من أجل تبرأتهم. لذلك يراجع الإخوان آراء الحكماء في الإنسان مركبا من بدن ونفس، وأن النفس عرض، أخلاط ومزاج للبدن أو جسم لطيف غير مرئي أو جوهرة روحانية غير جسمية باقية. وإذا وضع الحكماء الحكايات على لسان الحيوانات فغرضهم الإفهام والتأثير في النفس مع الأنبياء. كلاهما على نفس المستوى وإن كان الحكماء في القمة بعد أن يرتقي الإنسان إلى مرتبة العقلاء ثم العلماء ثم الأنبياء. والحكيم جمع من أسماء الله الحسنى وليس المعنى اليوناني. يصف الحكماء الجنة بأن كل ما فيها مستقيم لأن الاستقامة صورة لا نهائية. والدائرة أكثر ألوهية. ويكثر استعمال لفظ الحكماء في رسالة السحر. وهم غير الفقهاء والصوفية والمتكلمون. لذلك لهم معنى إيجابي باستمرار عكس معاني المتكلمين وأصحاب الجدل. ويؤيد الإخوان موقف الحكماء في معارضتهم المجادلين في صحة الرؤى والمنامات ومع ذلك قد ينقد الإخوان الحكماء فهم وحدهم ليسوا مصدرا للعلم، ويخطئون بإنكارهم خراب السموات والأرض والإيحاء بالقول بأزلية العالم. فالإيمان بالحدوث استبصار ومشاهدة. أو يخطئون عندما يقولون الآخرة. والأفضل الاعتقاد بالآخرة وبقائها بعد الكون.

58

ويستعمل لفظ «الفلاسفة» أقل من لفظ الحكماء، والمتفلسفون والفلاسفة الطبيعيون، والفلاسفة الحكماء، والفلاسفة الربانيون، المتفلسفون، والمتفلسفة، والفلاسفة القدماء.

59

وتستعمل معظمها في إطار التشكل الكاذب، فالملائكة يسميها الفلاسفة روحانيات وهي الكواكب الموكلة بإنشاء المواليد. وتستعمل ألفاظ المنطق. وغرضهم من الرياضيات العمل والأخلاق، ومن الطبيعيات الارتقاء إلى الله. واخترعوا الموسيقى والآلات لنفس الغرض، رجوعا إلى عالم الأرواح، والسعد من الكواكب، وبينها نسب موسيقية لأنغام لذيذة. لذلك اتفقت الأنبياء والفلاسفة على الوحدانية والتنزيه. فالنبوة والفلسفة طريقان نحو نفس الغاية. فغاية الموروث والوافد واحدة. إنما الفرق اتفاق الأنبياء واختلاف الفلاسفة مع أن الفلاسفة أيضا متفقون على المطلق، أو الأنبياء مختلفون في التصوير وأشكال الشرائع والعبادات وفي طبيعة المرحلة التاريخية. وقد توصل كلاهما إلى بقاء النفس. واستعمل كلاهما الرمز والإشارات.

60

كما استعمل لفظ القدماء، وأحيانا مع الخواص، إما مع الحكماء أو بمفردهم.

61

صفحه نامشخص