نقد الشعر
نقد الشعر
ناشر
مطبعة الجوائب
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٣٠٢
محل انتشار
قسطنطينية
فإكرامهم للجار، ما دام فيهم، من الأخلاق الجميلة الموصوفة، وإتباعهم إياه الكرامة، حيث كان، من المبالغة في الجميل.
ومثل ذلك قول الحكم الخضري:
وأقبحَ من قردٍ وأبخلَ بالقِرَى ... من الكلبِ وهو غرثانُ أعجفُ
فقد كان يجزئ في الذم أن يكون هذا المهجو أبخل من الكلب، ومن المبالغة في هجائه قوله: وهو غرثان أعجف.
ومن هذا الجنس لدريد بن الصمة:
متَى ما تدعُ قومكَ أدعُ قومِي ... فيأتي من بني جشمٍ فئامُ
فوارسُ بهمةٌ حشدٌ إذا ما ... بدا حضرُ الحييةِ والخذامُ
والمبالغة الشدية في هذا الشعر هي في قوله: الحيية.
ومنه للحكم الخضري أيضًا:
فكنْ يا جارهمْ في خيرِ دارٍ ... فلا ظلمٌ عليكَ ولا جفاءُ
فقوله: فلا ظلم عليك ولا جفاء: توكيد ومبالغة.
ومنه قول رؤاس بن تميم، أحد الغطاريف الأزدي:
وإنَّا لنعطِي النصفَّ منَّا وإننَا ... لنأخذهُ من كلِّ أبلخَ ظالمِ
فالتوكيد في قوله: وإننا لنأخذه من كل أبلخ ظالم، فهذه مبالغة مضاعفة مكررة.
ومنه قول مضرس:
بهمْ تمترَي الحربُ العوانُ وفيهمُ ... تؤدَّي القروضُ حلوهَا ومريرهَا
فقوله: ومريرها: مبالغة.
وكذلك قوله أوس بن غلفاء الهجيمي:
وهمْ تركوكَ أسلحَ من حبارَى ... رأتْ صقْرًا، وأشردَ من نعامِ
ففي قوله: رأت صقرًا: مبالغة.
ومن نعوت المعاني
التكافؤ
التكافؤ
وهو أن يصف الشاعر شيئًا أو يذمه، أو يتكلم فيه بمعنى ما، أي معنى كان، فيأتي بمعنين متكافئين، والذي أريد بقولي: متكافئين، في هذا الموضع: متقاومان، إما من
1 / 51