يطلب هذه الأحاديث، ويكرم المشايخ، يعني فخصه أبو معاوية بهذا الحديث١. فقد برئ عبد السلام الهروي من عهدة هذا الحديث.
وأبو معاوية الضرير ثقة حافظ، يحتج بإفراده، كابن عيينة وغيره٢.
وليس هذا الحديث من الألفاظ المنكرة التي تأباها العقول، بل هو مثال قوله ﷺ في حديث:
"أرحم أمتي أبو بكر، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل"٣.
وقد حسنه الترمذي، وصححه غيره.
وله باب من تكلم على حديث "أنا مدينة العلم" بجواب عن هذه الروايات الثابتة عن يحيى بن معين، فالحكم عليها بالوضع باطل قطعًا.
وإنما سكت أبو معاوية عن روايته شائعًا لغرابته لا لبطلانه، إذ لو كان كذلك لم يحدث به أصلًا مع حفظه وإتقانه.
وللحديث طريق أخرى رواها الترمذي في جامعه عن
_________
١ المصدر السابق.
٢ أبو معاوية الضرير: هو محمد بن خازم –بمعجمتين، ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره ... .
تقريب التهذيب ص ٢٩٥.
٣ في السنن: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر.. الخ.
وقال عقبه: هذا حديث غريب.
تحفة الأحوذي ١٠/٢٩٤.
1 / 53