وهل يدل تأمل حال علي عليه السلام مع الانصاف إلا على أنه أسلم، لأنه شاهد الاعلام ورأى المعجزات وشم ريح النبوة، ورأى نور الرسالة، وثبت اليقين في قلبه بمعرفة وعلم ونظر صحيح، لا بتقليد ولا حمية، ولا رغبة ولا رهبة إلا فيما يتعلق بأمور الآخرة.
(4) ص 22 من العثمانية
ينبغي أن ينظر أهل الانصاف هذا الفصل ويقفوا على قول الجاحظ (1) والأصم في نصرة العثمانية، واجتهادهما في القصد إلى فضائل هذا الرجل وتهجينها، فمرة يبطلان معناها، ومرة يتوصلان إلى حط قدرها. فلينظر في كل باب اعترضا فيه أين بلغت حيلتهما؟ وما صنعا في احتيالهما في قصصهما وسجعهما؟ أليس إذا تأملتها علمت أنها ألفاظ ملفقة بلا معنى، وأنها عليها شجى وبلاء، وإلا فما عسى أن تبلغ حيلة الحاسد ويغنى كيد الكائد الشانئ لمن قد جل قدره عن النقص، وأضاءت فضائله إضاءة الشمس.
صفحه ۳۰۵