ناپلئون بناپارت در مصر
نابوليون بونابارت في مصر
ژانرها
ورواية المعلم «نقولا الترك»
2
وهو من المعاصرين للحملة، ومن أنصار الفرنسيين تقول:
وكان أبو بكر باشا وإبراهيم بك حين انهزموا من بولاق وقلوبهم مفتر مات بالحسرات، وهم يتأسفون على ما فات، ثم أخذوا عيالهم ورجالهم، وخرجوا من المدينة من باب النصر، قاصدين البرية، والديار الشامية، وبقت بقية أهل القاهرة تلك الليلة بمخاوف وافرة ... وعند الصباح، اجتمع القاضي والأعيان، وقالوا إن الحكام ولت، وأحوالهم اضمحلت، فالتسليم لنا أصلح، وحقن دماء الإسلام أوفق وأربح، وقد ذكرنا أن القنصل والتجار الفرنساوية، «تحت اليسق» في قلعة الجبل، فأحضروهم وطلبوا منهم أن يسيروا معهم إلى بولاق، ويأخذوا لهم الأمان، فأشار عليهم القنصل أن يتوجه اثنان من التجار، ومحمد كتخدا إبراهيم بك، وساروا إلى بر إمبابة، وفي وصولهم تقدموا إلى الجنرال ديبوي، وترحب بهم وسألهم عن أحوال المدينة، وما مراد أهلها، فقالوا: إن الحكام ولت، والرعية ذلت، وقد أتينا من قبل علماء البلد والأعيان، نطلب لهم الأمان، فأجابهم الجنرال ديبوي: من ألقى سلاحه حرم قتاله، فلهم مني الأمان، ومن أمير الجيوش، ومن كل من في هذا المكان، وإنما يلزمكم أن ترسلوا المعادي والقوارب ... إلخ.
وظاهر من هذه الرواية المعاصرة أن الذين اجتمعوا هم القاضي وأعيان القاهرة، وأنهم قرروا في مداولاتهم الإفراج عن القنصل الفرنسي والتجار الذين كانوا مسجونين في قلعة الجبل، أو «تحت اليسق» كما كانوا يعبرون عن الاعتقال في ذلك الزمان.
وكيفما تكن الحقيقة بين هذا أو ذاك، فإن ما لا نزاع فيه هو أن الجنرال ديبوي عبر نهر النيل على قوارب ومعديات قدمها له المصريون في اليوم الثاني والعشرين من شهر يوليو سنة 1798، ودخل القاهرة مساء، «وساروا قدامه بالمشاعيل إلى أن دخلوا المدينة، والمنادية تنادي أمامه بالأمان، على الرعية والأعيان، وجلس الجنرال ديبوي في منزل إبراهيم بك الصغير وأرسل بعض الصلدات تسلمت قلعة السلطان» كما يقول المعلم «نقولا الترك» بلهجته، في رسالته.
وفي الصباح وجد أهالي القاهرة المنشور الآتي ملصقا على الحيطان، ولم نقف على نص هذا المنشور باللغة العربية، فلذلك نعربه نحن نقلا عن المصادر الرسمية الفرنسية وتاريخه 4 ترميدورستة 6 «22 يوليو» وهذا هو:
يا أهل القاهرة: إنني مسرور من سلوككم وقد أحسنتم صنعا بعدم اشتراككم في العمل لمقاومتي.
لقد أتيت هنا لأقضي على جنس المماليك وأبيده ولأحمي التجارة وحقوق البلاد الطبيعية.
فليهدأ بال من دخل الخوف قلبه، ونال الرعب منه، وليعد الذين تركوا بيوتهم إليها، ولتقم الصلوات اليوم في المساجد كما كانت تقام من قبل، وكما أريد أن تبقى دائما، ولا تخافوا شيئا على عيالكم وبيوتكم وأملاككم ولا سيما دينكم، دين النبي الذي أحبه وأقدسه.
صفحه نامشخص