ناپلئون بناپارت در مصر
نابوليون بونابارت في مصر
ژانرها
عليك أيها الستوين جنرال اتخاذ الاحتياطات الكافية لعدم فرار «كريم» وبعد فليتقدم للتحقيق معه وليطلب منه الجواب الصريح على الأسئلة الآتية: (1)
هل كتب لمراد بك بعد أن حلف لنا يمين الطاعة؟ (2)
لمن من المماليك قد كتب بعد مصادقته لنا؟ (3)
أي نوع من المكاتبات كان بينه وبين عربان البحيرة؟
واستمرت المحاكمة والتحقيق إلى يوم 5 سبتمبر فاتضح لهم أن السيد محمد كريم خانهم وكاتب المماليك ومالأهم وتجسس لهم، فلذلك أصدر نابوليون أمره
10
بالحكم على السيد كريم بالإعدام رميا بالرصاص في ميدان القلعة، هذه رواية المصادر الفرنسية، وإلى القارئ ما ذكره الشيخ الجبرتي رحمه الله في وفيات سنة 1213 قال: «ومات الوجيه الأمثل السيد محمد كريم السنكدري مقتولا بيد الفرنسيس.» «وبعد أن ذكر شطرا من ماضيه الذي سبق لنا الكلام عنه» قال: فلما حضر الفرنسيس ونزلوا الإسكندرية قبضوا على السيد محمد المذكور وطالبوه بالمال وحبسوه في مركب «وهذا غير صحيح، ولكن الجبرتي يريد أن يبرئه أولا من ممالأته للفرنسيس وخدمته لهم، مع أنه وصفه في ماضيه بالظلم والاستبداد»، ولما حضروا إلى مصر وطلعوا قصر مراد بك، وفيه مطالعة بأخبارهم،
11
وبالحث والاجتهاد على حربهم وتهوين أمرهم وتنقيصهم، فاشتد غيظهم عليه فأرسلوا وأحضروه وحبسوه فتشفع فيه أرباب الديوان عدة مرار فلم يمكن، وجاءه «مجللون» «كان قنصل فرنسا مع كريم في إسكندرية» وقال له المطلوب منك كذا وكذا من المال وذكر له قدرا يعجز عنه، وأجله اثنتي عشرة ساعة وإن لم يحضر ذلك القدر وإلا يقتل بعد مضيها، فلما أصبح أرسل إلى المشايخ وإلى السيد أحمد المحروقي فحضر إليه بعضهم فترجاهم، وصار يقول: اشتروني يا مسلمين، وليس بيدهم، ما يفتدونه به، وكل إنسان مشغول بنفسه، ومتوقع لشيء يصيبه «لاحظ اضطراب الخواطر في هذه العبارة» وذلك في مبادئ أمرهم، فلما كان قريب الظهر، وقد انقضى الأجل، أركبوه حمارا واحتاط به عدة من العسكر إلى أن ذهبوا إلى الرميلة وكتفوه وربطوه مشبوحا وضربوا عليه بالبنادق، ثم قطعوا رأسه، وطافوا بها في جهات الرميلة، وهم ينادون: هذا جزاء من يخالف الفرنسيس.
ولصاحبنا المرحوم الحاج عبد الله براون الإنكليزي المستشرق في كتابه «بونابرته في مصر» إعجاب بالسيد محمد كريم وقال عنه: إنه أبى دفع الفدية ومات شهما مقداما!! وما أدري على من اعتمد في هذه الرواية ومصدره الوحيد في هذا الجبرتي، وهو يقول: إنه تذلل وقال اشتروني يا مسلمين؟
صفحه نامشخص