ناپلئون بناپارت در مصر
نابوليون بونابارت في مصر
ژانرها
ومع أن مراد بك هزم في موقعة سدمنت شر هزيمة فإنه لم يستسلم لليأس، ولم يكف عن محاربة الجنرال ديزيه في بلاد الصعيد، ولذلك رأى هذا الجنرال أن الحاجة تدعوه للقضاء على قوات مراد بك وطرده إلى الصحراء، فاتخذ ديزيه مدينة بني سويف مركزا مؤقتا لقواته وجعلها قاعدته الحربية، وطلب من القائد العام للقوات الفرنسية في القاهرة إرسال الإمدادات اللازمة لإخضاع الصعيد، ولم ير بونابرت إجابة طلبات الجنرال كلها ، ولم يقبل أن يمده بكل القوات التي سأله إياها، ولكن الجنرال «ديفو» الذي كان في ذلك الوقت في القاهرة، سافر منها بقوة مؤلفة من 1200 من الفرسان و300 رجل من المشاة ومعه ستة مدافع، وستة قوارب حربية، مجهزة بالسلاح والمتاريس، وهذه القوة مكنت الجنرال ديزيه من امتلاك ناصية الصعيد، والبحث عن قوات المماليك والجيوش التي كانت تعاون مراد بك، والقضاء عليها قضاء مبرما.
وفي 3 يناير سنة 1799 التقى الجنرال ديزيه بفرقة من جيش مراد بك بقرب قرية السواقي، وسرعان ما وقع الأنظار عليها، حتى تهيأ الجنرال «ديفو»، لمحاربتها قصف رجاله وأمرهم بالهجوم فلم يستطع جيش مراد بك الوقوف طويلا، بل اختلت صفوفه، وولى الأدبار، والقوة الفرنسية مجدة في أثره، بعد أن ترك 800 قتيلا.
وواصل الجنرال «ديفو» الزحف بجيشه، حتى وصل طهطها في 8 يناير، واضطر جيشر مراد إلى التقهقر منها، بعد أن قذف الرجال الذين كانوا يدافعون عن المدينة بأنفسهم في النهر فغرق منهم عدد عظيم.
ولما رأى الجنرال «ديفو» أن العدو كر عليه ثانية بفصيلة من العرب والمماليك أمر بإطلاق النار فاستطاع أن يخضع كل مدن الإقليم، وأن يعيد المواصلات بينه وبين العمارة البحرية الصغيرة التي انتهزت فرصة قيام الريح، وواصلت السير فوصلت جرجا في اليوم السابع عشر من شهر يناير، وألقت مراسيها على الضفة اليسرى للنيل، واستطاع الجنرال ديزيه بفضل ذلك الاتصال أن يواصل فتوحاته، ولكن بعد أن أضاع ثمانية عشر يوما في حروب متواصلة مع العدو.
وعلم مراد بك بهزيمة جيشه في طهطا، ولكن في الوقت ذاته جاءته الأنباء مبشرة بصلحه مع حسن بك الجداوي وبوصول شرفاء ينبع وانضمام حسن بك إلى مراد بك ومعه ثلاثة آلاف مقاتل ومائتين وخمسين من المماليك.
وكان لحسن بك نفوذ عظيم في مصرالعليا، فأثرت أخبار صلحه مع مراد بك تأثيرا عظيما ووصل إلى الصعيد ألفا شريف من أشراف ينبع الذين كان يقودهم حسن بك بنفسه.
كان مراد بك ينسب هزيمته السابقة إلى عدم وجود جيش له من المشاة يحمي ذمارهم ويرد عادية الأعداء عنهم، وظن الآن أن القدر جاءه بما كان ينقصه؛ إذ علم أن ألفين آخرين من الأشراف قد تجمعوا في ينبع، ينتظرون وصول السفن لتحملهم وتجتاز بهم البحر الأحمر، ورأى مراد بك أنه أصبح وله جيش يبلغ عدده اثني عشر إلى أربعة عشر ألف مقاتل، فصمم على وضع مشروع جديد للقضاء على جيش العدو وإهلاكه.
أراد مراد بك أن يذهب إلى جرجا عندما يغادرها الجنرال ديزيه ليقوم على تحصينها ويؤيد العصاة فيها، وبذلك يكون وراء الجنرال ديزيه ويضطره إلى العودة للقتال بين المنازل حيث تكون النتيجة انتصار مراد بك، ولذلك بقي في الصحراء على الضفة اليسرى لقناة الصعيد الكبرى.
وفي 20 يناير سافر الجنرال ديزيه مخترقا الطريق بين النيل والقناة، وفي 22 يناير التقى الجيشان في آخر النهار في بلدة سمهود، وكانت القناة تفصل بينهما ولكن القناة كانت جافة لا ماء فيها.
أما الجيش الفرنسي فكان مؤلفا من خمسة آلاف من المشاة والفرسان وأربعة عشر مدفعا وعمارة بحرية صغيرة في النيل، وجيش العدو كان مؤلفا من 1800 من المماليك و7 آلاف من فرسان العرب وألفين من المشاة من أشراف ينبع وثلاثة آلاف من العرب ولا مدافع عندهم، فكان مجموع جيش العدو نحو ثلاثة عشر ألفا أو أربعة عشر ألفا من المقاتلين.
صفحه نامشخص