ناپلئون بناپارت در مصر
نابوليون بونابارت في مصر
ژانرها
ونحن نقول إن من الغريب في ذلك الزمن العصيب، أن تاجرا مصريا يكون من بعض ثروته تجارة يقدم بها من الحجاز تحت الخطر تقدر على رواية نابوليون، عن صاحبها، بمائتي ألف ريال، وعن الجبرتي بثلاثمائة ألف، والريال الفرنسي يقدر بخمسة فرنكات فتكون قيمة تلك البضائع التي خسرها السيد أحمد المحروقي ستين ألف جنيه على الرواية الثانية، «وقد استعمل نابوليون في تقريره الرسمي كلمه “écus”
عن الريال، والمعروف أنه بخمس فرنكات»، وأربعين ألفا على الرواية الأولى!!
وفي يوم الجمعة «17 صفر/10 أغسطس» وصلت مقدمة الجيش الفرنساوي إلى الصالحية، وكانت تلك المقدمة مؤلفة من نحو ثلاثمائة من الخيالة وكان فيها نابوليون فالتقت بهذه القوة، قوة كبيرة من مماليك إبراهيم بك، ودارت معركة ظهرت فيها بسالة المماليك ومهارة فرسانهم على الخيالة الفرنساوية، وكادت تدور الدائرة على نابوليون ومن معه، لولا أن أدركته البيادة والطوجية فلم يستطع فرسان المماليك الوقوف أمامها، وقتل وجرد من الفرنساويين عدد كبير ومن بينهم كثيرون من الضباط الكبار، وترى وصف هذه المعركة في مذكرات«ميو» الذي شهد الواقعة بعينه وأطرى مهارة فرسان المماليك إطراء عظيما.
وفي أثناء اشتباك المعركة كان إبراهيم بك قد أعد عدته للرحيل إلى الديار الشامية فتمكن من نقل كل ما أخذه معه من المقتنيات الثمينة والأموال الكثيرة، وسار في جمع كبير من رجاله ونسائه وسراريه ومعه أيضا السيد أبو بكر باشا والي الدولة العثمانية في الديار المصرية، وإليك ما يقوله «ميو» في مذكراته وهو يؤيد رأينا السابق
5
قال:
ولقد بقي نابوليون لغاية اللحظة الأخيرة يمني نفسه بإمكان التأثير على والي الدولة بالبقاء في مصر، كما كان في زمن المماليك، وقد سبق لنا أن ذكرنا نصوص الخطابات التي بعث بها نابوليون من الإسكندرية ومن الجيزة لأبي بكر باشا، والآن نذكر أيضا أنه بعد استيلاء الفرنساويين على الصالحية، وفرار إبراهيم بك وأبي بكر باشا، كتب نابوليون خطابا أعطاه لأعرابي على هجين سريع ليلحق إبراهيم بك في طريقه إلى غزة، على أمل أن يتفق معه ومع والي الدولة، وهذا هو تعريب ذلك الخطاب:
المعسكر العام بالصالحية 12 أغسطس 1798
إلى إبراهيم بك
لم يعد عندك شك في تفوق الجيوش التي أقودها، وها أنت خارج أرض مصر وأمامك صحراء واسعة، وإنك لتجد في واسع حلمي كل ما تريده من نعمة وسعادة واطمئنان، فهل لك أن تبلغني في الحال رغباتك؟ وإني أعلم أن باشا «نائب» جلالة السلطان موجود معك، فليكن هو واسطة ورسولا للمخابرة بيني وبينك .
صفحه نامشخص