هذا الاضطراب يا منتقم سببه أني رأيت رؤيا مريعة، أوقعتني في بلية شنيعة، وهو أني رأيت رجلا طويل القامة، وفي يده حربة نارية كالهامة، فهجم علي بحربته، فكدت أن أذوب من هجمته، وقال إنك ظلمت من حكمت عليه بالقتل، وما سلكت مسلك العدل، فقم واملأها قسطاسا وعدلا، كما أفعمتها جورا وظلما، وقال لي أيها الجلاد وأنا تائه عن الصواب:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا
فالظلم مصدره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه
يدعو عليك وعين الله لم تنم
قال هذا يا منتقم وغاب، وأنا غائب عن الصواب، وبعد هذا رأيت حليما ملطخا بدم البراءة، وكلمني بكل جسارة وجراءة، أسمعت بهتان غادر المهان، وقتلتني ظلما وعدوان، مع أنه هو القاتل، والخائن الخاتل؟ وفضل يؤنبني تأنيب المحق، وأنا بين يديه كالعبد الرق، وكان آخر كلامه، بعد تأنيبه وملامه:
ستلقى يا ظلوم إذا التقينا
غدا عند الإله من الظلوم
أما والله إن الظلم شؤم
وما زال الظلوم هو الملوم
صفحه نامشخص