قوله: (التي لنفي الجنس) يحترز من التي بمعنى (ليس) والفرق بينهما، أن التي بمعنى (ليس) لنفي واحد من الجنس، إذا قلت: (لا رجل في الدار) نفيت واحدا من جنس الرجال، وجاز أن يكون واحد آخر واثنان وثلاثة أوأكثر، والتي لنفي الجنس تنفي الماهية مطلقا، فإذا قلت (لا رجل في الدار) كان معناه ليس في الدار هذا الجنس، لا واحدا ولا اثنين ولا ثلاثة ولا أكثر.
وإنما عملت (لا) التي لنفي الجنس لشبهها ب(إن) من حيث إنهما من عوامل المبتدأ والخبر، ولهما الصدر، وإنهما للتأكيد، ف(إن) لتأكيد الإثبات و(لا) لتأكيد النفي، لكن حمل النقيض على النقيض كما يحمل النظير على النظير.
قوله: (هوالمسند إليه) جنس. قوله: (بعد دخولها) خرج سائر المسندات. واعلم أن الذي تدخل عليه (لا) هذه التي لنفي الجنس، معرب ومبني، والمعرب منصوب، وهي عاملة فيه، ومرفوع ولا عمل لها فيه، وبدأ بالمنصوب لأنه الأصل وله شروط، الأول:
قوله: (يليها) يعني اسمها المنصوب، يحترز من أن يفصل بينهما، فإنه يجب الرفع، لضعف العامل، نحو: {لا فيها غول}(1).
الثاني: قوله: (نكرة) يحترز من المعرفة، فإنه يجب الرفع والتكرير نحو(لا زيد في الدار ولا عمرو) لأنها لم توضع إلا لنفي النكرات.
صفحه ۴۵۵