الثاني: أن السؤال عن القائم، لا عن الفعل، فالأهم، تقدم المسؤول عنه، فالأولى في المثال (إن لا حظية فلا ألية) بالرفع أي إلا يكن لك حظية من النساء، فإني لا ألية، أي غير مقصرة فيما تحظى به النساء عند أزواجهن من الخدمة والتصنع(1)، و(كان) تامة أوناقصة، و(لا ) لنفي الجنس، أوبمعنى (ليس)، وكلا التقديرين ضعيف لأن شرط الجنسية هنا التكرير والتي بمعنى (ليس) عملها ضعيف، وروي النصب فيهما على تقدير (إن لا أكن حظية، فلا أكن ألية) و(كان) ناقصة، والكلام المشعر به قوله: {يسبح له فيها بالغدووالآصال، رجال}(2) على بيانه لما لم يسم فاعله، كأن قائلا قال من يسبحه ؟ فقال رجال، ولا يصح أن يكون رجال فاعلين ليسبح، لأن يؤدي إلى أن يكونوا مسبحين(1).
قوله: (و...
[73]ليبك يزيد ضارع(2) لخصومه ... ....................................
كأن قائلا قال من يبكيه ؟ فقيل ضارع وهوالذليل، والمختبط أصله المتعرض للسؤال من غير وسيلة، والطوائح: المهالك.
والبيت للحارث بن نهيك، وقيل ضارع فاعل ليبك، ويزيد منادى، ورجال مبتدأ، وحذف الفعل جائز إذا لم يذكر المفعول مع الفاعل، فأما إذا ذكر نحو(زيد عمرا)، جواب في نحو(هل ضرب أحد أحدا) فمنعها سيبويه(3)، لأن الحذف يجوز فيضعف، وتعدد عمله يشعر بقوته، وأجازها غيره.
صفحه ۱۵۸