قوله: (فمنه الفاعل): الضمير في (منه) يعود إلى (ما)، أي مما اشتمل على علم الفاعلية، وإنما قدم الفاعل، لأنه الأصل عنده(1)، وهواختيار الزمخشري(2)، لأن عامله لفظي، فهوقوي، وسيبويه وأتباعه يقدمون المبتدأ، لأنه عامله معنوي عدمي، فهوكالمستقل بنفسه(3). والفاعل يحتاج إلى فعله، ولأن الفاعل مع فعله مركب، والمفرد أسبق، وعامله الفعل على كلام الجمهور، وروي عن الكسائي: (4) أنه معنوي، وهوكونه فاعلا، إن كان مثبتا، أوالتوكيد إن كان منفيا، ورد ب(مات زيد) وقيل: لشبهه بالمبتدأ في أنه مخبر عنه.
قوله: (وهوما أسند [إليه](5) الفعل)، كالجنس للحد، وإنما أتى ب(ما) ولم يقل (اسم) ليدخل فيه صريح الاسم، نحو(قام زيد) والمقدر بحروف المصدر، وهي (أن) و(أن) و(ما) نحو: (يعجبني أن قمت) و(أنك قمت)، و(ما صنعت)، قال:
[66] يسر المرء ما ذهب الليالي
صفحه ۱۴۷