85

Nahy al-Suhba 'an al-Nuzul bil-Rukba

نهي الصحبة عن النزول بالركبة

ناشر

دار الكتاب العربي،بيروت - دار المشرق العربي

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٠٨ هـ - ١٩٨٨ م

محل انتشار

القاهرة

ژانرها

هل الحديث الثاني حديث أبي هريرة مقلوب كما قال ابن القيم؟ أنا أقول: الحديث ليس بمقلوب، وآخره يشهد لأوله: «لا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه» هل فهمنا معنى البروك؟ ما فهمنا معنى البروك، لكي نفهم الحديث، هل طعن أحد من الأئمة المتقدمين في الحديث بأنه مقلوب؟ ما طعن أحد بأنه مقلوب، يعني من تكلم فيه تكلم في إسناده، ما تكلم في متنه، إذن خفيت هذه العلة على المتقدمين؟ ما تخفى؛ لأنها واضحة، يعني اللي أدركه ابن القيم يمكن أن يدركه آحاد الناس، كل إنسان يشوف البعير يقدم يديه قبل ركبتيه إذا سجد، لكن ما فهمنا معنى البروك، متى يقال: برك البعير؟ يقال: برك البعير، يقال: برك البعير إذا نزل على الأرض بقوة، أثار الغبار، وفرَّق الحصى، فإذا برك بقوة، المصلي برك على يديه بقوة، وأثار الغبار، وفرَّق الحصى، وخلخل البلاط كما يفعل بعض الناس؛ نقول: هذا برك مثل ما يبرك البعير، لكن إذا قدم يديه قبل ركبتيه، ووضعهما مجرد وضع على الأرض ما يكون برك مثل بروك البعير، امتثل قوله ﵊: «وليضع يديه قبل ركبتيه»، ما برك مثل بروك البعير.
نأتي إلى الحديث الأول، يعني إذا كان مجرد تقديم الركبتين، أو اليدين، الملاحظ مجرد الوضع؛ فإذا نزل الإنسان على الأرض بقوة، فقدم يديه قبل ركبتيه، وسُمِعَ لنزوله على الأرض صوت؛ لأن بعض الناس تسمع البلاط يتخلخل، هذا برك مثل ما يبرك البعير، لكن لو قدم ركبتيه بقوة على الأرض، هل يكون فعل مثل ما فعل النبي ﵊: "رأيت رسول الله ﷺ إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه"؟

2 / 57