92

Nahu Thaqafa Islamiyya Asila

نحو ثقافة إسلامية أصيلة

ناشر

دار النفائس للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الرابعة

سال انتشار

١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م

محل انتشار

عمان - الأردن

ژانرها

والنصوص التي تتحدث عن هذا النوع من الأدلة كثيرة في كتاب الله ..
والآيات الكونية تدل على الله ﵎ من وجوه عدة:
أ- وجودها: فالعقل الإنساني يضع ثلاثة احتمالات لهذا الوجود: الأول: وجودها من عدم أي من غير موجد، الثاني: أنها أوجدت نفسها، الثالث: أن الله أوجدها.
والعقل الإنساني يرفض رفضا قاطعًا الاحتمال الأول والاحتمال الثاني، ويقبل بالاحتمال الثالث ويجزم به، وإذا كان هناك من خالق للسموات والأرض فيجب أن يكون عظيمًا قادرًا، لأن هذا الخلق العجيب لا يمكن أن يصدر من عاجز ضعيف وقد ناقش القرآن الكفرة بهذا الدليل العظيم فقال: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيرِ شَيءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (٣٥) أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَلْ لَا يُوقِنُونَ﴾ [الطور: ٣٥، ٣٦].
وإذا صدق العقل بوجود الخالق على هذا النحو، تكون المرحلة التالية هي معرفة هذا الخالق، وهذا قد تكفل الله به، حيث عرفنا بنفسه من خلال كتبه ورسله.
ب - هداية كل شيء لما خلق له، فالقلب يعمل عمله بدون معلم، وكذلك الكبد، والطحال، والأعصاب والمعدة والأمعاء، بل أن الحيوانات والطيور مهدية لطريقة الحياة هداية ربانية، وقل مثل ذلك في النجوم والشمس والقمر، ﴿الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى﴾ [طه: ٥٠].
﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى (٣)﴾ [الأعلى: ١ - ٣].
جـ - الإبداع والإتقان، انظر إلى كيفية تركيب عينك، أو عقلك، أو

1 / 103