Nahu Thaqafa Islamiyya Asila
نحو ثقافة إسلامية أصيلة
ناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الرابعة
سال انتشار
١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م
محل انتشار
عمان - الأردن
ژانرها
مهران وقتادة، وأيوب السختياني، والنخعي، والزهري وغرهم، وقال الثوري هو رأي محدث أدركنا الناس على غيره، وقال الأوزاعي: وكان من مضى من السلف لا يفرقون بين العمل والإيمان، وقد كتب عمر بن عبد العزيز إلى أهل الأمصار: أما بعد: فإن الإيمان فرائض وشرائع، فمن استكملها فقد استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل الإيمان، ذكره البخاري في صحيحه. (١)
وقد دل على دخول الأقوال والأفعال في مسمى الإيمان نصوص كثيرة، كقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (٣)﴾ [الأنفال: ٢ - ٣].
وفي تحويل القبلة قال الحق: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾ [البقرة: ١٤٣].
أي صلاتكم، وفي حديث ابن عباس في الصحيحين قال الرسول ﷺ لوفد عبد القيس: "آمركم بالايمان بأربع: الإيمان بالله وحده، وهل تدرون ما الإيمان بالله؟ شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وأن تعطوا من المغنم الخمس"، (٢) وفي الصحيحين عن أبي هريرة ﵁، عن النبي ﷺ قال: "الإيمان بضع وسبعون شعبة، فأفضلها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" ولفظه لمسلم (٣).
وقد ألف الحافظ البيهقي المتوفى سنة ٤٥٨ هـ سفرًا عظيمًا سماه "شعب
_________
(١) راجع في هذا: جامع العلوم والحكم، لابن رجب: ص ٢٥.
(٢) رواه مسلم.
(٣) متفق عليه.
1 / 74