Nahu Thaqafa Islamiyya Asila
نحو ثقافة إسلامية أصيلة
ناشر
دار النفائس للنشر والتوزيع
شماره نسخه
الرابعة
سال انتشار
١٤١٤ هـ - ١٩٩٤ م
محل انتشار
عمان - الأردن
ژانرها
العقوبات في الإسلام
التمهيد: أنواع العقوبات:
أنزل الله دينه ليكون منهج حياة، وكل دين أنزله الله فهو منهج حياة لمن أنزل إليهم، ورفض البشر لدين الله يستوجب العقاب، والعقاب للذين يرفضون هذا الدين، أو يتمردون على بعض أحكامه أنواع ثلاثة:
١ - عقاب إلهي أخروي: يبدأ هذا العقاب في البرزح، ثم يكون في المحشر، ويبلغ مداه عندما يدخل أهل النار النار، وقد حدثنا ربنا طويلًا، عن الجزاء الأليم الذي يستحقه الكفار في الآخرة:
﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (٤١)﴾ [سورة سورةالواقعة: ٤١] ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ (٤٤) إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ (٤٥) وَكَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (٤٦) وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٤٧) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (٤٨) قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ (٥٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ (٥١) لآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢) فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٥٣) فَشَارِبُونَ عَلَيهِ مِنَ الْحَمِيمِ (٥٤) فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (٥٥) هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (٥٦)﴾ [سورة الواقعة: ٤١ - ٥٦].
وقد يكون هذا العقاب جزئيًّا وهذا لمرتكبي المعاصي من الموحدين، فقد أخبر الرسول ﷺ أن الذي لا يستتر من بوله يعذب في قبره، وحدثنا ربنا أن ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَال الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا﴾ [سورة النساء: ١٠].
والآيات في ذلك كثيرة.
1 / 257