1 9 4 6 1 6 99 265 1 0 1 11
9 8 1 ا1 9 0 ~~0 1 ه نن ا نفنه: 8 5 3 6 س 22 ل
صفحه ۱
============================================================
له 4 ن الله التل تر ف للل لوأثلنا 8:ثاوب ث ليع
صفحه ۲
============================================================
الموضوع : تاريخ المنوان: النهع السديد والدر الفريد بشالاا فيما بعد تاريخ اين العميد المؤلف : ابن العسال (مفضل بن أبي الفضيائل) .
تحقيق : دهحمد حمال الدين عز الدين علي السيد عدد الصفحات : 912 4 فياس الصضحة 17*29 1 عدد الأجزاء: جزآن في مجدد واحد عدد النسخ: 000] موافضة وزارة الاعلام ف الجمهورية العريية السورية دار رقم 113690 تارخ2016/6 رقم دولى معباري للكتاب (ردمي 168979-99373-36-6 للطبايقة والنسيي سروالتونع 0 دمشق- شارع 29 ايار- حين الگرش اد رچيو حداد صب 313 17 69934329 هاتت 969]23 11 943* فاصس 2326390 11 963* چواد 499515 94 963.
عقرن ( الاتى ولثم لخزله ذا 963 9456014 القاهرة 6114 5 239 02 2* 21 وش جوال 4444904 0122 2* نانا 32566 للوطباعنة والنشثيرو التوزيع 6/056991966
يمنع طبع هذا الكتاب او جزه مته بكل طرق الطبعة الأولل الطبع والتصوير والنقل والترجمة والتسجيل الريي والسموع والحاسوبي وغيرها من 1436ه 2017م الحقوق الا ياذن خطي من الناشر
صفحه ۳
============================================================
اا 53 الشتلنر الن((ثرو 1 ه ~~4 ولا ب لركا ارهل هليرسا لابن العسال 1155 54 ابى الفضائل مفصمل تابيال تحقير الترر محم المال الدين م الدين هى يد 2 -1 4 ر اللاان للطباعنة والنشيرو المتوزع
صفحه ۴
============================================================
صفحه ۵
============================================================
1 رء إلى رفيقف د رلج الشيدة 3 معخالصر تقديرى وامتناف
صفحه ۶
============================================================
بتمالل ا الال متدمة التحقيق هذا كتاب "النهج السديد والدر الفريد فيما بعد تاريخ ابن العميد"، لمؤلفه "ابن العسال، مفضل بن أبى الفضائل"، يسعدنى أن أقدمه للمكتبة العربية فى نشرة حديثة، بعد أن سبقنى إلى نشره السيد بلشه 100/162 والسيدة سميرة كرتنتمر 6560142 06ك، حيث كان من نصيب الأول تحقيق الفترة فيما بين سنتى (158 و716 ه) [ق1 أ: ثلثى ق183 ب] مع ترجمة وتعليقات بالفرنسية، نشرت فى باريس، فى دورية: 29201061a rf601a46 11 17 ف طبعتها الأولى، فيما بين عامى (1916- 1928م)، ثم أعيد نشرها بالفوتوستاب فى بلجيكا، فيما بين سنتى (1982- 1985م)، بينما نشرت الثانية ما تبقى من الكتاب، الفترة فيما بين سنتى (717- 741ه) باقى [ق183 ب: نهاية ق 270 ب] مع تعليقات ودراسة بالألمانية، فى أطروحة جامعية نشرت سنة 1973م فى فريبرج كلوس ستورز فى دورية: 161 672646082 .923 شغل النص العربى المحقق منها تحو 114 صفحة. ومع ما لهما مشكورين من فضل التنبيه على الكتاب، والسبق إلى دراسته ونشره، فإن عملهما فيه اقتضى ضرورة التصدى لاعادة تحقيقه ونشره، تصويبا وتقويما لنصه والمستفاد من دراسته، على تحو ما سيطالعك فى الصفحات التالية.
ولف التاب: أما مؤلف الكتاب "مفضل بن الأمجد - الصفى أبى الفضائل بن أسعد- فخر الدولة أبى الفضل بن ابراهيم أبى إسحق بن جرجس آبى سهل بن يوحنا أبى بشر القبطى" المعروف بابن أبى الفضائل، وبابن العسال، فينحدر من أسرة عرفت - قديما بأولاد العسال، نزحت من سدمنت بالوجه القيلى- إلى مصر (الفسطاط] واستقرت بهاء فى عهد الأيوبيين، خادمة الدولة والكنيسة الأرثوذكسية
صفحه ۷
============================================================
معا، حيث كان لبعض أفرادها إلمام بالتصوير والتركيبات الكيماوية، ومشاركة فى علوم الفلك والفلسفة والكهنوت، فقد كان "الصفى أبو الفضائل" - والد المؤلف - كاتما لأسرار مجمع كنسى عقد فى بطريركية "كيرلس - ابن لقلق - البطريرك الخامس والسبعين - سنة 1239م - وعرفت له عدة مؤلفات كنسية، لعل آميزها "المجمرع الصفوى"، أو جامع اختصار القوانين (الكنسية)، كما كان جد أبيه "أبو إسحق، ابراهيم" مصاحبا للأيوبيين بالشام، أما لامفضل" فليست لدى حتى الآن معلومات موثقة عنه، وكل ما يمكن آن يستفاد من جرد مؤلفه هذا أنه كان حيا فى الحادى والعشرين من شوال سنة تسع وخمسين وسبعمائة، وآنه - كما وقع فى وهلى كان من مسالمة النصارى كما يفهم من عباراته، ابتداء بغلاف الكتاب وانتهاء بآخره، حيث ورد فى صفحة الغلاف قوله: لاجمعه لنفسه العبد الحقير بذنوبه، الراجى عفو ربه مفضل بن أبى الفضيائل، عفا الله - تعالى- عنهما بمنه وكرمه"، وختمه بقوله: 0.
وحسبنا الله ونعم الوكيل"، كما استهل مقدمته للكتاب بالبسملة والحمدلة- على غير إلف مؤرخى النصارى - وتردد فى ثنايا الكتاب الكثير من التعبيرات الإسلامية سواء المثبتة عن مصادره، وكان بالامكان حذفها اختصارا، أو المثبتة من قبله كقوله: "المتشرف بالإسلام"، وقوله: ... وإنما الأمر لله والملك بيد الله"، وقوله: 8... فلا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم"، وقوله: "... فلله الحمد والمنةه، وقوله: "وفيها، توفى الامام الحاكم، تغمده الله - تعالى برحمته"، وقوله : ل.. وصار جميعه للمسلمين، والحمد لله رب العالمين "، وغيرها. بل ربما فضح تصرفات بعض النصارى، وخيانتهم لأهل ملتهم، ومته قوله فى خديعة أهل صفد: 1... لم يحلف [السلطان] لأهل صفد، وإنما أجلس مكانه كرمون أغا التترى، وأوقف الأمراء فى خدمته، فحلف لهم كرمون، وعمل عليهم الوزير الذي لهم، وكان نصرانيا، فنزلوا على يمين كرمون".
كما أنه كان أكثر اعتدالا وإنصافا من بعض المصادر الإسلامية فى سرده لعلاقات السلطة بأهل الذمة فى الفترة المؤرخة فى كتابه، ومن ذلك قوله: "... وجبى فيها من النصارى واليهود شي لطيف"، فى مقابلة قوله بشأن غيرهم من مسلمى أهل دمشق:
صفحه ۸
============================================================
1.. وحصل للناس من ذلك ضرر عظيم .. وكان ذلك عليهم أشد من التتار"، وقوله معللا لغيرة وزير المغرب، وإغرائه الدولة بأهل الذمة: 1... واجتمع بالسلطان والأمير سيف الدين سلار وبيبرس الجاشنكير فى أمر النصارى واليهود لما رآهم فيما كانوا عليه من النعمة والملبوس الحسن والتفاتير باللسن. وقيل: كانت هذه الوقعة بسبب أته رأى أمين الملك ابن الغنام بهذه الصفة فى ذلك الوقت وهو - إذ ذاك - نصرانى ومستوفى الصحبة، ورآه فى بزة حسنة والأمراء تقوم له، فسأل عنه، فقيل: نصرانى، فغار لذلك"، مقررا أته جراء ذلك "أغلقت الكنائس التى لهم بالقاهرة ومصر والجيزة خاصة مديدة لطيفة، ثم فتحت على العادة، ولم يتعرض إلى ديارة الرهبان التي بالضواحى وغيرها ولا كنائس البلاد"، فى مقابلة ما قرره اليونينى - فى ذيل مرآة الزمان - من تخريب بعض كناتسهم ودورهم فى الإسكندرية: 0... [فلما] وصلهم المرسوم سارعوا إلى خراب كنيستين عندهم ذكروا آنها متحدثة فى عهد الاسلام، وإلى دور النصارى واليهود بها، فكل دار هي أعلى من جوارها من دور المسلمين هدموها إلى مقدار الارتفاع، وكل من كان منهم جار مسلم فى حانوت أنزلوا مصطبة حانوته بحيث يكون المسلم أرفع منه"، وقد كان - لا محالة - مطلعا عليه.
ولعل إسلامه كما وقع فى وهلى - كان سببأ فى عزوف جرجس أفندى فيلوثاؤس عوض عن ذكره ضمن مشاهير "أولاد العسال"، فى مقدمة نشرته للمجموع الصفوى، وإن كان "القس منسى يوحنا" "تاريخ الكنيسة القبطية"- فى رده تسمية رعايا الكنيسة "القبطية - الأرثوذكسية" باليعاقبة قد عذه من آبناء هذه الكنيسة، قائلا: "... وربما أطلقوا هذا اللقب [اليعاقبة] سهوا أو جهلا منهم، ولكنه كان سببا في جر كثيرين إلى الوقوع فى هذا الخطأ حتى من بعض أبناء الكنيسة القبطية، ومنهم ابن العسال وأبو ذقن، الذي قال: إن هذه التسمية وصلتنا من أبى الأسباط".
وكان "مفضل" حلو الروح، معتدل المزاج، يميل إلى تصيد الطرف والفكاهات ليبرزها فى مؤلفه - هذا - شعرا كانت أم نثرا، ومن ذلك قوله في الصاحب ابن حنا: .. ومن أرق الأشعار هجوا فى الصاحب بهاء الدين ابن حنا، رحمه الله تعالى وعفا عنه:
صفحه ۹
============================================================
وقائلة: أتعرف لى شريخا قليل الدين زنديقا مسنا ي الوجه مذموم السجاي ا ردى الفعال مأنوفا أخنا فقلت: أظنه إبلى، قالت: اتعرف غيرها قلست: ابن حناه وقوله: 8... وقيل: إنهم آتوا إلى طبيب وقالوا: عندنا ضعيف، فلما حضر قتلوه، فلما سمروا قال أحدهم للنجار الذى سمره: ارفق بى فإنى ضعيف. فقال له النجار: تريد نجيب لك طبيب آخر !4.
وقوله: "وفيها [737 ها، ادعى على شخص بدين عند القاضى المالكى، فاعترف، فرسم عليه الحاكم، فذكر آنه كثير البطالة لضعف بصره، وأنشد ارتجالا يقول: يا حاكما بالحق تقضي في الورى والحق فيه مسرة النفس احكم على بأن أخلص مرة أو أن أساق لداخل الحبس وكان من الحاضرين شرف الدين النويرى، فقال: هلا قلت، وأنشد ارتجالا: يا حاكما أحكامه فى الورى ماضية أضوا من الشمس ال فقير وأنا معسر أعجز والله عن الفلس فاحكم باطلاقى وإن لم يكن فاقضى فدتك النفس بالحبس فقال القاضى: خذ الجواب، وأنشد: قاض الغريم أخى واجب حقه كى لا تساق لداخل الحبس او قم فهات بيان عسرك سيدى خلص خلاص اليوم من آمس قال المؤرخ: ثم ظهر للقاضى إعسارة، وأثبته، فانصرف الخصم وتركه".
كما كان منفعلا بالتقليد الأدبى والفنى المصاحب لكثير من حوادث الكتاب، حريصا على عدم تخلية حولياته منه.
ومنه قوله فى إهانة النشو وذويه سنة 40 7 ه :1... وبلغ من بغض الناس لهم إلى أن صوروهم وهم فى العلائق - فى أول رجب فصوروا النشو وهو يضرب بالمقارع،
صفحه ۱۰
============================================================
وأخته لابسة الإزار البغدادى والسرموزة الزرجونى، وهي بين الرسل، وأمه وهي تضرب والزنار فى وسطها. واشتغلوا بهم اشتغالا كثيرا، وكسبوا الحلاونيون فى ذلك جملة كبيرة، وتحيلت بعض الحظايا إلى أن عاين السلطان تلك الأشكال، وماهان عليه، وأنكر على من أحضرها إليهم.
أقول: ولما قبض على النشو عملوا الناس فيه من الأشعار كثيرا، ولم أقتصر من ذلك إلا على أبيات للأمير ناصر الدين محمد بن جنكلى ابن الباباء أحد الأمراء الطبلخاناة بالديار المصرية، وهي: لا تظلمن فإن الظلم مفسدة بالتف والدين والتغير للنعم وانظر عواقب حال النشو كيف غدت تهدى له لعنة من سائر الأمم ثم انقضت تلك السنون وأهلها فكأنها وكأهم أحلام" وقوله فى تقنطر المنصور لاجين سنة 197 ه وانكسار يده بالميدان: ل... وقد قيل في ذلك: حويت بطشا واحسانا ومعرفة وليس يحمل هذا كله الفرس" النسق القنى للكتاب: ترك لامفضل بن أبى الفضائل" كتابه - قبل أن ينخرم وتختلط أوراقه بعضها ببعض فى جزءين اثنين، حيث ورد فى أول صفحة الغلاف قوله: "الجزء الأول من النهج السديد والدر الفريد فيما بعد تاريخ ابن العميد"، وأحال فى أثناء [ق 123 ب] إلى الجزء الثانى منه، بقوله: 8... وملك الصين قا آن الكبير، من عظم جنكز خان، ويقال: جنكري خان - بالراء غير المعجمة- وهو اسم يطلق على ملك الصين، لأنه مركب من جين وهو الصين، وكري وهو بالتركية ملك، والخان هو ملك، فمعنى هذا الاسم: ملك ملك الصين، وأول من سمى بهذا الاسم طمغاج عندما انتهى ملكه إلى ما ذكر فى الجزء الثانى من هذا التأريخ"، وهي إحالة على [ق 1165] المعنونة بقوله: "ذكر بلاد الصين الجارية فى مملكة قا آن الأعظم"، ضمن سرده للاستقرارات الوظيفية الواردة في صدر حولية عشر وسبعماثة للهجرة، التالية للسنة التى استرد فى أول شوال
صفحه ۱۱
============================================================
منها الناصر محمد بن قلاوون ملكه، واستأنف سلطنته الثالثة. وهذا يرشد إلى أن الجزء الثانى بكامله قد خصص لسلطنة الناصر محمد بن قلاوون الثالثة [9 70 - 741 ها وتلك الفترة علامة فارقة فى حياة الناصر والدولة فإذا صح هذا الافتراض يكون المؤلف ذا حس تأريخى واع، تماما كحسه فى تخيره الحيز الزمانى لمؤلفه بتذييله على تأريخ ابن العميد تلك الفترة فيما بين سلطنة الظاهر بيبرس وانتهاء سلطنة الناصر محمد بن قلاوون الثالثة، باعتبار الأول المؤسس الرئيس لدولة المماليك، وباعتبار الثانى المدعم الفاعل لها. وباعتبارها فترة أبرزت ملك ثلاثة من أميز سلاطين هذه الدولة هم: الظاهر بيبرس، والأشرف قلاوون، والناصر محمد ابنه، ممن لم يعاصر المؤلف أمثالهم ويكون هذا - وحده دافعه إلى تخير هذا المصدر للتذييل عليه، والاقتصار على التأريخ هذه الفترة دون سواها، لا لكون صاحب الأصل نصرانيا. ثم إن نصرانية صاحب الأصل المذيل عليه ليست عائقا لمفضل ولا لغيرة يحول دون الاطلاع على محتوى الكتاب وصلته فالأصل فى الإسلام أن مصدر المعرفة المولى سبحانه وتعالى: { وعلم *ادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملكيكة فقال أنيثونى بأشماء هؤلاء إن كنتم صدقين الآية [31/ البقرة] . وهو مدرك ثقافى حال بين فاتحى الإسلام الأواثل وبين تبديد تراث البلدان المفتوحة، وكان عاملا فاعلا فيما بعد فى دراسته وترجمته وانتقاء ما أرادوه ليكون رافدا من روافد فكرهم المتجدد وحضارتهم بلا ضيق أو حرج هذا من حيث تجزيء الكتاب، أما من حيث تنظيمه فقد رتبه على مقدمة وخاتمة حصرتا فيما بينهما عدة ترجمات لسلاطين المماليك، وما تجدد فى ملكهم من أحوال أتت على التتابع، ابتداء بالظاهر بيبرس، وانتهاء بالناصر محمد بن قلاوون كما مر- وقد انتظم مادة تلك الترجمات قسمان، أوهما الحوليات المتتابعة لمدد ممالكهم، المنقسمة إلى: حوادث ووفيات، وثانيهما، ما ذيل على هذه الحوليات- بعد الإشارة إلى انقضاء ممالكهم- بما ورد فى تاريخ النصارى من الحوادث، مقتصرا فيه على تكريز بطاركة اليعاقبة كما أسماهم سهوا - والتأريخ لنياحة كل منهم، ومدته، ومن تنيح فى
صفحه ۱۲
============================================================
عهودهم من أعلام آباء الكنيسة وقديسيها، ساردا بعضا مما آشيع من عجاتبهم وآياتهم، التى لا تقل شاوا عن تلك الكرامات المذكورة فى تراث هذه الفترة للفقراء، أو الصوفية والزهاد من المسلمين ، وهذا القسم فى معظمه فقير فى مادته، لا يضيف جديدا على مؤلفى ابن المقفع ويوساب، اللهم إلا فى تلك العجائب والكرامات التى هي أشبه بالموروث الشعبى، وربما يكون الاعتناء بسرد هذا القسم فى الكتاب انتهاجا لنظام الأصل المذيل عليه، إذ إحالات "مفضل" عليه من خلال كتابه هذا تشير إلى أن الكتابين صارا لحمة واحدة. ومنها قوله فى ريدا فرنس: "... وملك دمياط فى سنة سبع وأربعين وستمائة كما تقدم"، وقوله: 1... وهذه قيسارية من المدائن القديمة، وكانت فتحت فى سنة تسع عشرة من الهجرق، بعد وقعة أجنادين وفتوح دمشق، كما تقدم ذكره". والموضعان المحال إليهما فى الأصل المذيل عليه.
كما كان يقارن بين حوادث فائتة - ذكرت فى أصل الكتاب المذيل عليه وحوادث لاحقة مما ذيل به على الأصل، ومن ذلك قوله فى مطر الشام سنة 716 ه: 1. سقط فيه ضفاضع فيها الروح باقية... وقد تقدم ما ذكره كمال الدين ابن النحاس من وقوع مطر بمدينة دمشق- سنة ست وأربعين وستمائة - ووقع مع المطر بجامع دمشق ضفضعة".
وتلك الحوادث ابتدأت بيوم الأحد، سادس عشر ذى القعدة سنة ثمان وخمسين وستمائة للهجرة - استثنافا لما انقطع من أصل الكتاب المذيل عليه وانتهت بيوم الأربعاء آخر النهار فى الليلة المسفر صباحها عن يوم الخميس، حادى عشرى ذى الحجة سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، المؤرخ بها لوفاة الناصر وانتهاء مملكته.
وهي حوادث أتت ضمن الحوليات مختلة الترتيب، لم يعن فى أكثرها بالتأريخ الدقيق لها اكتفاء بنسبتها إلى السنة الواقعة فيها، أو إلى الشهر، بينما آتت في مصادره فى معظمها مؤرخة تأريخا كاملا. وربما نقلت بعض هذه الحوادث من حولياتها إلى حوليات غيرها فائتة أو لاحقة، أو أخطأ فى تأريخها وتأريخ الوفيات كذلك .
ومن ذلك قوله: "... وفيها تولى القاضى ضياء الدين يوسف ابن تقى الدين أبى
صفحه ۱۳
============================================================
بكر... الحسبة الشريفة بمصر والقرافة والقلعة"، بينما أتى الخبر مؤرخا تأريخا كاملا فى "احوادث الزمان " للجزرى: "... وفى يوم الاثنين، ثالث عشر جمادى الآخرة خلع على ضياء الدين يوسف ... وولى حسبة مصر والقرافة والقلعة".
وقوله : "وفيها توفى. وتوفى - أيضا - الأمير سيف الدين بكتمر الحاجب، بداره خارج باب النصر..."، مكتفيا بنسبة الوفاة إلى سنة 729ه على حين أرخها النويرى فى لانهاية الأرب" تأريخا كاملا، قائلا: "وفيها، فى الساعة الحادية عشر من يوم الثلاثاء، العشرين من شهر ربيع الآخر توفى الأمير الكبير سيف الدين بكتمر الحسامى".
وقوله: "وفيها [729ه]، توفى الأمير شرف الدين حسين بن أبى بكر بن إسماعيل بن جندر بك الرومى. وكان قدومه إلى الديار المصرية فى سنة خمس وسبعين وستمائة، فى أيام الملك الظاهر"، بينما أرخ الجزرى في "حوادث الزمان" لوفاته بليلة الخميس، سابع المحرم منها، مشيرا إلى أن قدومه إلى دمشق لا مصر- لمع والده فى سنة خمس وسبعين وستمائة " "صحبة الملك الظاهر).
وقوله: لاوفيها [733 ها، فى شهر رمضان، وقع بمكة والطائف وتلك البلاد أمطار كثيرة، وصواعق عظيمة، قتلت خلقا كثيرا، وأحرقت تخلا كثيرا، ولطف الله - تبارك وتعالى ثم حصل بعد ذلك سيل جيده، بينما الوارد فى لاحوادث الزمان" للجزرى - والنقل عنه لا... وفى شهر رمضان، وصل كتاب من مكة، وهو مؤرخ بالعشرين من ربيع الأول، وفيه: وقع فى البلاد أمطار وصواعق فى آخر ذى الحجة سنة اثنتين وثلاثين...8. وعلى ذلك، فالحادث من حوادث ذى الحجة من السنة الفائتة.
وقوله: "وفيهال720 هل فى خامس وعشرين ربيع الأول، وصل إلى الديار المصرية دلنبيه، وقيل : طولنبيه ابنة طغاى ... وأنزلت بقلعة الجبل إلى أن تهيأ لها كل ما تحتاج إليه من أمر الدخول على مولانا السلطان الملك الناصر". وهذا تأريخ وصولها الى الساحل المقابل للقاهرة من النيل، إذ كانت وصلت قبل ذلك إلى الإسكندرية بحسب ما أشار إليه النويرى ف لانهاية الأرب" - فى العشرين من ربيع الأول، بعد رحلة بحرية شاقة ابتدأت بالثانى من رمضان سنة 719 ه.
صفحه ۱۴
============================================================
الشمول الموضوعى للحوادث: تنوعت عناصر الحوادث تنوعا كبيرا، فاشتملت على حوادث سياسية تمثلت فى: ولايات السلاطين وما يكون من التمرد عليهم ومنازعتهم سلطانهم أو عزهم أو اغتيالهم أو وفاتهم، وعلاقاتهم بالخلفاء العباسيين - منذ استحدثت الخلافة العباسية فى القاهرة - سلبا وايجابا، وعلاقاتهم بالعربان [البدو] داخل القطر المصرى، وخارجه فى النطاق الجغرافى لسلطنتهم حيث كثيرا ما كان يقصد السلطان أو أمراؤه عربان الصعيد والشرقية والبحيرة لمسك المفسدين منهم، أو لتمهيدهم، وإلزامهم بما قررته الدولة عليهم من التزامات عينية ونقدية، فضلا عن ترغيب الدولة وترهيبها العربان خارجها بقطع أخباز بعضهم، والحوطة على أمواهم وممتلكاتهم فى الشام، وتنحيتهم عنه، واستبدال ولايات أمرائهم بغيرهم، دعما لعشائر مغايرة منهم، أو الرضيا عنهم وإعادة أخبازهم إليهم حال إتيانهم السلاطين طائعين مذعنين والاستعانة بهم فى ضبط حدود ملكهم و تعويق أو مسك الخارجين عن سلطانهم الراغبين فى الفرار إلى اعدائهم للتقوى بهم، وكسر المناوئين منهم، المهددين لتلك الحدود، بحسب ما ذكر من كسرة "بلبوس" أمير عربان المغرب واعتقاله ثم إطلاقه، وما فعلته الدولة مع آل مهنا وآل فضل، وغيرهم.
وعلاقات السلاطين بأمرائهم ومماليكهم، من تأمير- على الولايات والنيابات وتولية للمناصب فى الدولة، أو عزهم واعتقاهم ليعدموا الحياة أو يخلدوا فى السجون، أو يعفى عنهم ليبقوا فى الداخل أو فى المنفى بطالين، أو ترد عليهم إقطاعاتهم وأخبازهم وجراياتهم - التى يحصلوا منها معايشهم واستراتيجيات بعض السلاطين كالناصر محمد بن قلاوون- تجاه نوابه وولاته، القائمة على تنقيل كثير منهم فى ولايات ونيابات متنوعة، حيث كان حريصا على التغاير والتبادل بين ذوات القائمين على حكم وإدارة هذه الولايات حتى لا يتقووا بها فى وجهه، أو كان حريصا على عزل أو إتلاف كل آمير يستشعر آنه قد كبر وعظم جاهه وسلطانه مهما كانت صلته به- كما فعل بتنكز ملك الأمراء وغيره، على نحو ما اصطلح عليه فى عصرنا بالتصدى
صفحه ۱۵
============================================================
لمراكز القوى وازاحتها حتى لا تعوق سياسات السلاطين وتقف حائلا يمنعهم من تحقيق رغباتهم، أو تسلبهم جاههم، وما يتبع ذلك من التجاء بعض هؤلاء إلى الاحتياط لأنفسهم بالفرار إلى أعدائهم [التتار والمغول] لتشكيل جبهات معارضة فى الخارج بمصطلح عصرنا - كما فعل قفجاق وقرا سنقر والأفرم، فيكون ذلك سببا فى جلب الويلات عليهم وعلى دولهم، حيث يكون من ديدان السلاطين الحرص على إغتيالهم بجماعات الفداوية أو الحشاشين، أو بإغواء الآوين إليهم بقتلهم بالخديعة كما فعل الناصر بقرا سنقر، والظاهر بيبرس بالزين الحافظى، أو يكونوا سببأ قويا ضمن أسباب أخرى في جلب عدوان تلك الكيانات السياسية الآوية لهم على دوهم، كما فعل قازان بالاغارة على الشام باغراء قفجاق وصحبه. وتسحب الجند البطالين إلى المغرب، وما يكون من فتن وثورات المماليك، الداعية إلى إنزالهم من القلعة وتسكينهم خارجها- فى الكبش أو دار الوزارة بالميدان والتصدى هم وتبديدهم أو نفيهم إلى القدس بطالين أو إلى غيرها، أو ترحيب السلاطين بالفارين إليهم من تلك الكيانات السياسية المعادية هم أو اللاجئين إليهم بعد سقوط ممالكهم وتشرنمهم، أو تلك الجماعات التى ضغطت عليها ظروف بلادها الاقتصادية، والحربية للنزوح خارجها، كوفود جماعات من أعيان المغول إلى الشام، وتقفيز بعض أمراء المغول وذويهم إلى السلاطين كحسام الدين بيجار وولده بهادر، وتمرتاش بن جوبان، وجنكلى بن البابا ودخول الأويراتية إلى الديار المصرية، واستنجاد سلامش بالناصر والإعداد لنصرته، ثم التجاؤه إليه بعد هزيمته، وإغراء البرواناة وأمراء الروم للظاهر بيبرس بغزو بلاد الروم، والجلوس فى دست الملك بقيسارية بعد تبديد المغول ومن انضاف إليهم فى وقعة البلستين وعلاقات هؤلاء السلاطين بالممالك والكيانات السياسية المعاصرة لهم كالصليبيين والأرمن والمغول بفرعيها - وبلاد النوبة والحبشة واليمن والمغرب وتونس، وما يتبع ذلك من صلات دبلوماسية تقتضى تبادل السفارات واهدايا أو المصادمات والحروب، أو المعاملة بالمثل فى حال الاعتداء على الممتلكات والأرواح وما يصادف بعض السفارات من الانقطاع وتعويق الرسل ونهبهم وأسرهم، أو إطلاقهم، مع بيان خط
صفحه ۱۶
============================================================
سير بعض هذه السفارات، وما استفادته من رسوم وبروتوكولات هذه الدول أو ما تخلفه هذه العلاقات والسفارات من مكاتبات متبادلة - حرص على رصد الكثير منها مع تباين فى ألفاظها وألفاظ بعض مصادره لتصرفه في مواضع منها أو طى لبعض أجزائها وعباراتها وما تقتضيه هذه المصادمات من مفاوضات ومعاهدات ومهادنات.
وحوادث عسكرية تمثلت فى الغارات المتعددة للمغول على الشام والتصدى لها، ورصد الكثير من معاركها - مع إبراز علامات وأسباب الانكسار أو الانتصار فيها، وغزو بلاد سيس وجبل الكسروانيين، وتلك المجهودات الحربية المفضية إلى تصفية الوجود الصليبى فى الشام، وتمليك الفتوح للمجاهدين، والتجاء الصليبيين من خارجه للاغارة على موانى الشام كتلك الإغارة على بيروت التي بددت الريح مراكبها وفرقتها وكسرت بعضها حال الإعداد للتصدى لها والتصدى لقرصنتهم فى الإسكندرية ودمياط ومخادعتهم للناصر محمد بن قلاوون رغبة فى استرجاع ما صودر منهم أو آسر من أعيانهم ويظهر الكتاب حرص السلاطين على ضبط سواحل الدولة وموانيها وعزل المقصرين من الولاة فى تلك النواحى ومحاسبتهم وكذا حرصهم على استعادة أسراهم سواء بالشراء أو بالمخادعة كما فعل الظاهر بيبرس بملاحيه المأسورين فى قبرص، ونهب قارا وتبديد أهلها وتغيير معالمها انتقاما لركابى مصرى ضيفوه حال المرض فلما تعافى باعوه لحصن الأكراد، وسرعة تنقل السلاطين فيما بين نيابات البلاد وولاياتها وما إلى ذلك، واستقرارات وظيفية وتدابير ادارية تتمثل فى التغاير فى نواب وولاة السلطنة فى مصر والشام والحجاز والبلاد الفراتية. والنظار وكتاب السر والوزراء وقضاة القضاة وكبار رجالات الدولة، فضلا عن التنبيه على التغاير فى حكام اليمن ومراكش والمغرب ودلى وكرمان وبلاد الروم وبلاد فارس والتتار والصين، وما يكون فى بلدانهم من فتن وحروب ومصادمات، مع التعريف جغرافيا وتاريخيا بكثير من هذه الكيانات والدول.
صفحه ۱۷
============================================================
وحوادث اقتصادية، ومنها التغاير فى أسعار العملات، وتدابير تحصيل الأموال للتصدى للمغيرين وتدبير نفقات الدولة، والغلاء أو الرخاء فى المطعومات وسائر الأصناف، فى مصر والشام وديار بكر والموصل وإربيل، وإبطال بعض المكوس أو المسامحة فيها، كابطال الظاهر بيبرس لما استحدثه قبله- قطز بتحصيل الأموال، وإبطال مكس المأكول بمكة، وإبطال رسم الملح بالديار المصرية، وكثير من جهات مصر والشام، وإبطال ما كان مهتار الطشت خاناة يستأديه من الجهات، أو ما يكون من إصلاح مالى وإدارى يقضى بمصادرة الوزراء والكتاب والأمراء لخيانتهم فى أموال الدولة واكتنازها، أو عرض لأجناد الحلقة والمماليك السلطانية، لتوفير أرزاق المعطوبين والبطالين منهم للإنفاق منها على تعمير بعض المساجد، أو إعادة النظر فى ميزانية الدولة وتوزيع مواردها ومصروفاتها، وضبطها على تحو ما فعل بتحويل السنة الخزاجية، وعمل ارتفاع الدولة والخاص وأوراق الكلف، والروكين الناصرى والحسامى، فضلا عن النظر فى "الاستيمار" والتصدى للفساد الوظيفى المبدد لموارد الدولة بما يعطل مصالحها، قصدا للمصلحة الشخصية هؤلاء الفاسدين، ومنه الأمر بتفتيش البريدية فى قطيا، فإن كان فى أجرتهم شيء خلاف الكتب ردوا، لما اعتاده غالبيتهم من حمل القماش والأصناف فى أجرتهم للتجار، مما عوق حركة البريد، وفرغ مراكزه من الخيول، أو تدابير الدولة لإعانة المنكوبين بالغلاء الوافدين عليها من خارجها، كالواصلين إليها من برقة لمحق الجراد لمزارعهم وتقيح أجسادهم بتعديه عليهم، ومن بلاد الشرق إلى حلب، حيث فسح لهم بالعبور إلى حيث يختاروا، فتفرقوا فى البلاد، لواستخدم منهم جماعة كبيرة، وتزوجوا من بناتهم"، أو ضبط أسعار الغلال والعمل على توفيرها للأهالى من شون الأمراء، أو الاهتمام من قبل الدولة بازاحة علل بعض المزروعات والحيلولة دون انقطاعها، كما فعل الناصر عندما "فسد غالب الموز والرمان ببساتين ثغر دمياط حتى كاد الموز ينقطع من الديار المصرية جملة كافية".
وحوادث كونية، وكوارث طبيعية، ككسوف الشمس، وخسوف القمر، وزلازل دمشق ومصر، وما ترتب عليها من آثار مدمرة، وما يقتضيه الحال من إعادة العمارة ولم
صفحه ۱۸
============================================================
الشعث، وسيل مكة، وبعلبك، وحمص، وعجلون، ودمشق، وزيادة ماء الفرات وغرق زرع الرحبة، وغرق بغداد، وهيجان بحر الاسكندرية وتغريقها، وطغيان النيل واضراره بالمبانى والمزروعات، وما فعلته الريح العاصف بالدقهلية والمرتاحية والوجه القبلى من مصر- وطرابلس، وحمل الريح رمل الرصافة إلى قلعة جعبر، وصاعقة دمشق، وبرد حمص وحماه وحصن الأكراد وأوبئة وطواعين، ومنها انتشار أمراض الحميات بالشرب من بعض الآبار، وانتشار مرض اللطاش جراء إلقاء القتلى والجيف في البحر وحمل الرياح لروائحها المنتنة للجهات القريبة منه، وفناء البقر بالديار المصرية، وابتلاء المزروعات بالجراد والفأر، وأثر ذلك فى الأرواح والمقررات المالية، أو ما تقوم به الدولة من إجراءات وقائية كابعاد المبتلين بالبرص والجزام إلى الفيوم، واخراج سائر الكلاب من دمشق، وإلقائها فى الخنادق.
وحوادث عمرانية، كتجديد الجامع الأزهر ولم شعثه، وعمارة الجامع العتيق جامع عمرو بن العاص رضى الله عنه - بمصر ، وتوسعة جامع القلعة، وإنشاء مدفن وقبة ومدرسة الظاهر بيبرس، والمدرسة الناصرية والقبة، ودار بشتاك وبناء خانقاة ورباط وتبربة بيبرس الجاشنكير، وخانقاة قوصون، وعمارة جامع بميدان قراقوش بالحسينية، والجامع الناصرى بجانب النيل، وجوامع: الست حدق، والتوبة وألماس الحاجب، وقوصون، وتجديد مدينة عند حصن ابن صنجيل، وخان بمنزلة جنين، وتوسعة طرق وأزقة دمشق، واستبدال لبن سور دمشق البرانى بالحجارة، واستبدال باب الكعبة، وحفر نهر حلب، وخليج الخور، وحفر خليج الإسكندرية وإزاحة علله، وعمارة سواق على الرصد، وإنشاء بساتين تجلب إليها دوالى الكروم من الشام، وما يتبع ذلك من ربط أوقاف، واستحداث وظائف، واحتفال بافتتاح، وحوادث اجتماعية، ومنها رصد عدد من حالات الولادة - ذكورا وإناثا - لبعض السلاطين والأمراء، وما يتبع ذلك - عادة- من الاحتفال بختان الذكور، ولعب القبق، وعقود قران السلاطين وبعض آبنائهم وكبار الأمراء، والاحتفال بأعراسهم، والاحتفال بعافية السلاطين وكبار الأمراء، أو ما يكون من مجالس العزاء لبعضهم، وزيارة مدافنهم وقبابهم، وعمل
صفحه ۱۹
============================================================
الختمات فيها، والاحتفال بمواكبهم حال سلطنتهم، أو عودهم من الحج، أو من الفتوح. واستقبال أمير الحاج أو أمير الركب - والثناء عليه، أو التشكى منه وما قد يرتبط بالحج من تغاير فى بعض الرسوم، ومنها اقتراح الناصر محمد بن قلاوون الرابع والعشربين من شوال موعدا لرحيل الركب من البركة - بدلأ من السادس عشر منه منعا من الإقامة بمكة أياما طويلة بما يؤدى إلى تفادى الغلاء والفتن، واستمرار ذلك بعده، والتنبيه على مشاهير الحجاج كالسلاطين وكبار الأمراء والنظار، وأرباب الدول ووجهائها، كقفل المغرب، وملك التكرور، وصهر نائب القرم وزوجته، وما قد يتبع موسم الحج من فتن، تستوجب عزل بعض آمراء مكة واعتقالهم، واستبدالهم بغيرهم.
وتلك المجالس التي غالبا ما تكون المنافسة بين العلماء ورجال الدين سببا فيها، أو يكون عدم التوافق العقدى داعيا لها، ومنها: تلك المجالس التي عقدت للإمام ابن تيمية - يرحمه الله والتي اقتضت اعتقاله، وتعزير أتباعه وتلامذته، وفتنة ابن البققى، المقتضية قتله، وابن اللبان المقتضية متعه من الكلام على المنابر هو وغيره، والتصدى لغيرها من الفتن الاجتماعية التي يؤدى عدم احتوائها فى حينها إلى خرق كبير، كفتنة الإسكندرية وقد تصدت الدولة لها بالترهيب والترغيب، وتصدى الدولة للفاسدين والعابثين بالأهالى، ومنها ما ورد قرين إنشاء جامع الخناقة، وإبطال الملاهى وحبس الزوانى، أو تزويجهن - بعد استتابتهن والتصدى للصوص، ومعاقبة القائمين على استتباب الأمن فى البلاد حال التستر على الفساد أو الإهمال بقطع الأيدى، والتنكيل بمن يقوموا بتشعيث وهدم الأبنية ونهبها أو تحريقها من جهال النصارى والمسلمين وقتل الدجالين واعتقال المنجمين والتنكيل بهم لما شاع من إفسادهم "حال النساء"، ومجالس الفساد، كما فى تنكيل الظاهر بيبرس بالمجتمعين على أكل "التطماح"، وأمر الناصر بالقبض على المنجمين وضربهم حتى الممات.
ورصدت الحوادث علاقة الدولة وسلاطينها بأهل الذمة، ومنع التعدى على أرواحهم وممتلكاتهم، وممارستهم لشعائرهم، وبان من خلالها أن التجاوز فى بعض الأحيان - إلى الإضرار بهم ومضايقتهم لم يكن نهج دولة وإنما كان مبعثه ضيق أفق
صفحه ۲۰