نهج الحق و كشف الصدق

ابن مطهر حلبی d. 1325 AH
160

نهج الحق و كشف الصدق

نهج الحق و كشف الصدق

وفي الجمع بين الصحيحين في مسند أنس بن مالك قال إن رسول الله ص شاور حين بلغه إقبال أبي سفيان قال فتكلم أبو بكر فأعرض عنه ثم تكلم عمر فأعرض عنه وهذا يدل على سقوط منزلتهما عنده وقد ظهر بذلك كذب من اعتذر عنهما في ترك القتال ببدر بأنهما كانا أو أحدهما في العريش يستضي ء نهج الحق ص : 340برأيهما فمن لا يسمع قولهما في ابتداء الحال كيف يستنير بهما حال الحرب. وقد اعترض أبو هاشم الجبائي فقال أيجوز أن الف النبي ص فيما يأمر به. ثم أجاب فقال أما ما كان على طريق الوحي فليس يجوز مخالفته على وجه من الوجوه وأما ما كان على طريق الرأي فسبيله سبيل الأئمة في أنه لا يجوز أن يخالف ذلك حال حياته ويجوز بعد وفاته والدليل على ذلك أنه أمر أسامة بن زيد أن يخرج بأصحابه في الوجه الذي بعثه فيه فأقام أسامة وقال لم أكن لأسأل عنك الركبان وكذلك أبو بكر استرجع عمر وكان لأبي بكر استرجاع عمر. وهذا قول بتجويز مخالفة النبي ص والله تعالى قد أمر بطاعته وحرم مخالفته ثم كيف يجيب بجواز المخالفة بعد الموت لا حال الحياة ويستدل عليه بفعل أسامة وأبي بكر وعمر ومخالفتهم كانت في حياة الرسول ص ولهذا قال أسامة لم أكن لأسأل عنك الركبان وهذا يدل على المخالفة في الحياة وبعد الموت فأي وقت يجب القبول منه وكيف يجوز لهؤلاء القوم أن يستدلوا على جواز مخالفة الرسول ص بفعل أسامة وأبي بكر وعمر. نهج الحق ص : 341 وفي الجمع بين الصحيحين قال قال النبي ص رأيتني دخلت الجنة فإذا أنا بالرميضاء امرأة أبي طلحة فسمعت خفقة فقلت من هذا قال هذا بلال فرأيت قصرا بفنائه جارية فقلت لمن هذا فقال لعمر بن الخطاب فأردت أن أدخله فأنظر إليه فذكرت غيرتك فوليت مدبرا فبكى عمر وقال عليك أغار يا رسول الله

وكيف يجوز أن يرووا مثل هذا الخبر وأي عقل يدل على أن الرميضاء وبلالا يدخلان الجنة قبل النبي ص ثم قوله ذكرت غيرتك يعطي أن عمر كان يعتقد جواز وقوع الفاحشة من النبي ص في الجنة.

صفحه ۱۹۲