378

صادعا بها ، وحمل على المحجة دالا عليها ، وأقام أعلام الاهتداء ، ومنار الضياء ، وجعل أمراس الإسلام متينة (1)، وعرى الإيمان وثيقة.

** منها :

ولو فكروا فى عظيم القدرة ، وجسيم النعمة ، لرجعوا إلى الطريق ، وخافوا عذاب الحريق ، ولكن القلوب عليلة ، والبصائر مدخولة! ألا ينظرون إلى صغير ما خلق كيف أحكم خلقه ، وأتقن تركيبه ، وفلق له السمع والبصر ، وسوى له العظم والبشر (2)؟

أنظروا إلى النملة فى صغر جثتها ، ولطافة هيئتها ، لا تكاد تنال بلحظ البصر ، ولا بمستدرك الفكر ، كيف دبت على أرضها ، وصبت على رزقها! تنقل الحبة إلى جحرها ، وتعدها فى مستقرها ، تجمع فى حرها لبردها ، وفى ورودها لصدرها (3) مكفولة برزقها ، مرزوقة بوفقها ، لا يغفلها المنان ، ولا يحرمها

صفحه ۱۳۹