إخوانه هو الجهل وعدم معرفتهم :
( قال هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ انتم جاهلون ). (يوسف / 89)
نعم أنتم الذين عذبتم أخاكم أولا ، ثم ألقيتموه في الجب عن جهل ثانيا! أنتم الذين كذبتم على أبيكم ذلك الشيخ العجوز وأدميتم قلبه عندما أخفيتم ابنه عنه ، وفي النهاية بيعه بعدة دراهم بخسة كما يباع الرق ولم تفوا بعهدكم الذي عاهدتم به أباكم تجاه الأخ الآخر «بنيامين» عندما اتهم بالسرقة فتركتموه وحيدا.
وجهلكم هو وحده منشأ جميع هذه الأفعال (1).
** 33 الجهل أساس التعصب والعناد
( إذ جعل الذين كفروا فى قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ... ). (الفتح / 26)
إن كلمة «حمية» مشتقة من مادة «حمي» على وزن «حمد» ، وكما يذكر الراغب في «مفرداته» أن معناها الأولي هو الحرارة الناشئة من أشياء مثل النار والشمس والقوة الباطنية في جسم الإنسان (الحرارة الذاتية والباطنية للأشياء)، ولهذا يقال لارتفاع درجة حرارة المريض (حمى) على وزن (كبرى)، وبما أن التعصب والغضب يولدان حرارة وحرقة في باطن الإنسان قيل «حمية» ، وقد جاء في كتاب «التحقيق في كلمات القرآن الكريم» أن «الحمية» هي شدة الحرارة والعلاقة والتعصب في الدفاع عن النفس (2).
إن هذه الآية نزلت في حوادث صلح الحديبية وتوضيح قصة سبب النزول : أن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله قصد مكة للحج في السنة السادسة من الهجرة ، إلاأن المشركين منعوا المسلمين من دخول مكة تعصبا لجاهليتهم ، مع أن السماح بزيارة مكة كان مباحا للجميع
صفحه ۶۶