أو المشاهدة الباطنية (1)، وقد استعملت في القرآن الكريم في موارد كثيرة بالمعنى الثاني أي بمعنى العلم والاطلاع ، وأما «الرأي» فيعني الاعتقاد القلبي والنظرية سواء كان اعتقادا يقينيا أو ظنيا ، وأما «الروية» و «التروي» فيعنيان التفكير أو السعي والبحث للحصول على النظرية.
5 كلمة «نظر» في الأصل تعني دوران العين أو حركة الفكر لإدراك أمر ما ، أو مشاهدته ، وجاء أيضا بمعنى البحث والتفحص وتارة جاء بمعنى المعرفة الحاصلة بعد الفحص ، وقد ذكر صاحب مجمع البحرين ثلاثة معان للنظر : 1 مشاهدة الشيء ، 2 التدقيق في الشيء بواسطة العين ؛ 3 التفكير للحصول على العلم أو الظن (2).
أما صاحب لسان العرب فقد شرح النظر بأنه المشاهدة بالعين والثاني المشاهدة بالقلب ، والمفيد أنه استشهد بعد ذلك بحديث للرسول صلى الله عليه وآله حيث قال فيه : «النظر إلى وجه علي عبادة» ، وفي تفسير هذا الحديث ينقل عن ابن الأثير أنه قال : معنى الحديث هو أن الناس حينما كانت أعينهم تقع على علي غ عليه السلام كانوا يقولون :
«لا إله إلاالله ما أشرف هذا الفتى لا إله إلاالله ما أعلم هذا الفتى ...» (3).
* جمع الآيات وتفسيرها
بعد أن أشارت الآية الاولى إلى المصير المؤلم لبعض الأمم السالفة قالت : ( لقد كان فى قصصهم عبرة لأولى الألباب ) فالتفكير في مصير هؤلاء يعد الاسلوب الأمثل لأولي الألباب لمعرفة عوامل السعادة والشقاء ، وتمييز طريق الهلاك عن طريق النجاة.
صفحه ۱۳۰