109

«كيف نصرف الآيات» بأنواع من البينات ( لعلهم يفقهون ) فقها عميقا.

وقد جاءت العبارة هنا بصيغة : ( لعلهم يفقهون ). (الانعام / 65)

كما قد جاءت في مكان آخر بصيغة : ( لقوم يفقهون ). (الأنعام / 98)

وفي آية اخرى باسلوب : ( لو كانوا يفقهون ). (التوبة / 81)

وفي اخرى : ( بل كانوا لايفقهون الا قليلا ). (الفتح / 15)

وكلها تبين الأهمية القصوى للفهم والإدراك العقلي.

وكما قلنا سابقا ، فإن كلمة «الفقه» تعني إدراك الامور الخفية بالاستعانة بمشاهدة الامور الجلية ، وهذا الإدراك هو أحد أبعاد الإدراك العقلي.

وتحدثت الآية الثانية عشرة عن «الشعور» ، فبعد أن نهت المؤمنين عن نعت الشهداء بالأموات قالت : إنهم أحياء ولكن لا تشعرون أي لا تدركون.

وقد يراد بالشعور هنا معنى الاحساس الظاهري ، أو الاحساس الباطني ، وقد استعمل بكلا المعنيين في القرآن المجيد.

وقد ذم القرآن في موارد مختلفة ، أولئك الذين لا يشعرون ولا يستخدمون شعورهم (1).

* *

وقد تحدثت الآية الثالثة عشرة عن «البصيرة» بعد ما أشارت إلى المتقين ، حيث قالت : إن المتقين إذا ما ابتلوا بوساوس الشيطان تذكروا الله وأبصروا وادركوا الحقيقة فنجوا من شباك الشياطين.

إن «البصيرة» و «الأبصار» هو الرؤية وقد تتم الرؤية بواسطة العين الظاهرة فيكون بصرا حسيا ، وقد تتم بواسطة العين الباطنية أي العقل فذلك «الإدراك العقلي» ، والمراد من البصيرة في هذه الآية هو المعنى الثاني.

صفحه ۱۱۸