ومفترقات قط ما اجتمعت شمل
هو الباس والمجد المؤثل والندى
وحسن الثنا والجود والحلم والفضل
وما لمديح عن مقامك معدل
ولا لفصيح جار عن سمته عدل
ولا لبليغ يرخص الدر عنده
يبالغ في اعراقه البرع أو يغلو
ويعرب عن فكري وقد رمت مدحه
مبالغ إغراق إليها انتهى الحبل
فلولا ترقى همة الشعر لم يكن
إلى رتبة من مدحه همة يعلو
غلو كطبع النار يسمو إلى العلى
فما هو في أوج السماء لهب تعلو
فلولا الندى ما زال في صعداته
إلى أن يواريه عن الأعين النبل
ولكنه يثنيه عن شأو مجده
ليسقى الثرى من جوده الطل والوبل
تسائله البيض الصفاح عن الطلا
فيسكنها عزم امرؤ قوله الفعل
بحزم وعزم ذا يطير شراره
وذاك له في كل منعقد حل [62أ-ب]
إذا شئت أن تتلو أحاديث ذوي العلى
قديما وتستقصي محاسن من تبلو
فمثل "لعين" الفكر منك صفاته
تجد بعض ما فيه الذي حازه الكل
وجور ألم تطمث فلا الأنس أنست
بهاها ولا الجن اجتنت زهرها قبل
مصونة حسن للورى قد تبرجت
وما زادها إلا صيانتها البذل
وشمس الضحى ما شان منها إنفرادها
لحسن المحي أن يشاهدها الكل
مدام على ذول الزمان مدامه
لشاربها من كل فاكهة نقل
إذا ما حساها الفكر طال ارتياحه
وطاب له من راحها العل والنهل
وله يمدح الإمام المهدي أيضا:
لمعان في المجد لا لمعاني
فإذا مد كفه من قعود
هابط في خلافة كل عال
نشأت هذه الخلافة والمهدي
وروى عاليا حديث المعالي
عن سراة تروي العوالي ثقات
رفع الجور عن رعاياه إلا
إن دعته للفحة من هجير الجو
أمنت هذه الخلافة في أو
فحقيق على العباد له الشكر
إن سهوا عن شكره من عباد
وجدير أن يذكروه صباحا
ما لمن رام أن يداني مقاما
والمجلي السباق كم غلق الرهن
ما الذي يصنع الحسود وقد خلد
والذي قدم السعاية في البغا
يا بني القاسم الذي رد في جسم
والذي صدقت سريرة سر الله
علم لا تنال ذروته الطير
وبه يعجز الأخير من العصر
قد بنى كعبة من المجد إذ
وتلاه بنوه فيما بنوه
وإذا أوضح الفعال بيانا
صفحه ۲۹۹