ثم رحل صاحب الترجمة إلى صنعاء فقرأ على المولى أحمد بن عبد الرحمن الشامي، في علم النحو، والصرف، والوضع والمعاني والبيان، والبديع والمنطق، وفي الأصول الفقهية، وفي شرح الغاية، وفي العضد وجميع حواشيه للشريف، والسعد وميرزاجان وجواهر التحقيق، وقرأ عليه التيسير وشفاء القاضي عياض، وكثيرا من صحيحي البخاري ومسلم، ومسند أحمد وسنن البيهقي والمدخل له وسنن النسائي وأبي داود وموطأ مالك وفتح الباري وشرح النووي على صحيح مسلم، وقرأ عليه شرح العمدة؛ وأخذ عنه في الفقه مع البحث والنظر المحقق، وقرأ "عليه" الكشاف جميعه وكتبه بخطه الحسن وكذلك قرأ حواشي الكشاف لسراج الدين وللسعد وللشريف ولعبد الكريم الرومي وقرأ عليه في غير ذلك من الكتب، وكان ملازما له لا يبرح من عنده بل أعد المولى أحمد بن عبد الرحمن لصاحب الترجمة مكانا في بيته وأحسن إليه إحسانا عظيما وفوضه في ماله يأخذ منه ما شاء، وأعطاه كتبا جليلة المقدار وشرى له أسفارا عظيمة وسعى في تخليصه من شراك المحن التي ستأتي الإشارة إلى شيئ منها؛ وقرأ صاحب الترجمة أيضا [91ب-ج] على المولى هاشم بن يحيى الشامي في علوم الآلة، وفي فتح الباري، وشرح القلائد للنجري مرافقا للفقيه إبراهيم بن خالد العلفي ولكنه كان علم الكلام غير موافق لفطرته فتركه.
صفحه ۲۴۹