ولم يكن بهذه المثابة بأن يكون ظاهرا في بادئ الرأي، وغلقا عند النظر إلا (الكشاف) (1) كما سمعت ذلك من شيخ الإسلام البرهان(2)، ورأيته عند قراءتي عليه فيه؛ ولهذا أنتفع به كثير من الناس لأخذ كل أحد منه بقدر استعداده، وإنما تظهر دقة العبارة عند مراجعة حواشيه، كالسراج والسعد والطيبي(3) [6-أ] ومما نظمه المولى الوجيه رحمه الله حال قراءة ولده المولى شيخ الإسلام البرهان عليه في (شرح الجامي) لقصد شحذ ذهنه وإيقاظ فكرته قوله:
يا أيها الناجي المحقق كتبه
نصوا على تجويز زيد قائم
والقائم الأبوان لا زيد فما ... وجه مقالا في المتون مقررا
أبويه في كل اللغات بلا مرا
توجيه غير الدفع يا خير الورى
قال المولى الوجيه: وهي عن المسائل الظاهرة [5أ-ب]إنما تورد على المبتدئ تذكيرا له، وهو إشارة إلى قول بن الحاجب في بحث الصفة المشبهة وأسماء الفاعل والمفعول غير المتعديين مثل الصفة، فيما ذكروا من ذلك قوله:
يا سيبويه العصر بين لنا
نبقول ما أظرف زيدا ولا
... لفظين إعرابهما أشكلا
تقول ما أضربه في الملا
وذلك لأن أفعال التعجب لا تشتق إلا من الأفعال الطبيعية كما نص عليه (الرضي)(4) ومن ذلك قوله:
ياأيها الناجي أبن قولا يخال مشكلا
ولا يجوز أن تقول نعم زيد مفضلارجلا ... قالوا يجوز حبذا من قبل زيد رجلا
إنما جازوا (حبذا زيد رجلا
صفحه ۵۷