بل كنتم تقبلون فصول قلوبكم كما قد قبلتم في غابر حياتكم الفصول التي مرت في حقولكم.
وكنتم ترقبون وتتأملون بهدوء وسكون شتاء أحزانكم وآلامكم. •••
أنتم مخيرون في الكثير من آلامكم.
وهذا الكثير من آلامكم هو الجرعة الشديدة المرارة التي بواسطتها يشفي الطبيب الحكيم الساهر في أعماقكم أسقام نفوسكم المريضة؛
لذلك آمنوا بطبيب نفوسكم وثقوا بما يصفه لكم من الدواء الشافي، وتناولوا جرعته المرة بسكينة وطمأنينة؛
لأن يمينه وإن بدت ثقيلة قاسية ، فهي مقودة بيمين غير المنظور اللطيفة، والكأس التي يقدمها إليكم، وإن أحرقت شفاهكم، فهي مصنوعة من الطين الذي جبلته يدا الفخاري الأزلي بدموعه المقدسة.
الألم ماء محي.
معرفة النفس
ثم قال له رجل: هات حدثنا عن معرفة النفس.
فأجاب قائلا:
صفحه نامشخص