نبی موسی و تل العمارنة
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
ژانرها
أما تهديدات الرب لشعبه باستمرار، لردعه عن العصيان، فكانت:
يلصق بك الرب «الوباء» حتى يبيدك (تثنية، 28: 21).
يضربك الرب «بقرحة مصر، وبالبواسير، والجرب والحكة، حتى لا تستطيع الشفاء» (تثنية، 28: 37).
يضربك الرب «بقرح خبيث» على الركبتين وعلى الساقين، حتى لا تستطيع الشفاء، من أسفل قدميك إلى قمة رأسك. (تثنية، 28: 35)
وفي مواضع أخرى نجد الوباء الجلدي إصابة جماعية، لا علاقة لها بغضب يهوه أو رضاه، فيغص سفر اللاويين بدءا من الإصحاح الثالث عشر، بالتعليمات التي يجب اتباعها مع المصابين بأمراض الجلد، والتي تصنف ضمن الجذام أو البرص، ومن أمثلتها فقط وليس حصرا:
إذا كان إنسان في جلد جسده ناتئ أو قوباء أو لمعة، تصير في جلد جسده ضربة «برص» ... في الضربة شعر قد ابيض، ومنظر الضربة أعمق من جلد جسده، فهي ضربة برص، فمتى رآه الكاهن يحكم بنجاسته ... إنها برص. (لاويين، 13: 2، 8، 3)
ويظل السفر يحدد الأعراض وأساليب عزل المرضى، ومعاملة البيوت والخيام المنكوبة، بعرض واف تفصيلي يثير التقزز، حتى نهاية الإصحاح الخامس عشر من سفر اللاويين، بطول ثلاثة إصحاحات كاملة ، رغم وعد الرب لشعبه إن آمن به وخرج مع موسى من مصر وأطاعه، وعدا يظهر في قول الرب: «وأزيل «المرض» من بينكم» (خروج، 23: 25).
ومثل هذا السرد الطويل، يبرر قول «آبيون» النحوي السكندري، إنهم «طردوا من مصر طردا، ولم يهربوا، ولم تطاردهم جيوش مصر، وذلك خشية تفشي الوباء» في البلاد، وهو ما وجدناه في التوراة، يصادق على قول آبيون تصديقا، واضحا لا التباس فيه، إذ يقول: «فقال الرب لموسى: الآن تنظر ما أنا فاعله بفرعون، فإنه بيد قوية يطلقهم، وبيد قوية يطردهم من أرضه» (خروج، 6: 1).
ونعود إلى «دي بوا إيميه»
يستند «دي بوا إيميه» إلى الروايات المنقولة عن «مانيتو» فيقول: إنه بعد غزو الهكسوس لمصر، واحتلالهم لمنف، لاذ ملوك مصر الشرعيون بصعيد مصر، وكونوا هناك دولة مستقلة، ثم قام أحدهم وهو ما ينقل اسمه عن القدماء في صيغة «أليسفرا جموتوفيس»، بتجريد جيوشه على منف بمساعدة الإثيوبيين والمصريين الثائرين، وأحرز انتصارات هائلة على الهكسوس العرب؟! واضطرهم إلى التقهقر شمالا حتى تحصنوا في مدينة حواريس.
صفحه نامشخص