نبی موسی و تل العمارنة
النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية
ژانرها
حجي.
زكريا.
ملاخي.
ويرجح علماء مدارس نقد التوراة، أن معظم تلك الكتب النبوية قد تم تأليفها إبان النصف الأخير من القرن التاسع قبل الميلاد، بينما يعود بعضها إلى أوائل القرن السادس قبل الميلاد، ويمكن نسبة بقيتها إلى القرن الرابع قبل الميلاد، ويمتد تدوينها حتى القرن الثاني قبل الميلاد.
وهكذا تشكل العهد القديم بالحفظ الشفاهي زمنا يصعب تقديره، وربما استغرق تدوينه 700 سنة، ويحكي لتاريخ امتد أكثر من 1500 سنة قبل الميلاد، تعرض أثناءها للمعالجة والتحرير عدة مرات من محررين أغلبهم مجهول، ومع مرور الزمن والتغيرات التي لحقت ديانة إسرائيل، وأخذت توطد سيادة يهوه بشكل واضح، أتاح ذلك الفرصة لأنصار يهوه وكهنته، استخدام المأثور التاريخي لقبائل إسرائيل وغيرها من شعوب المنطقة، من أجل خدمة وتأكيد عبادة يهوه، ومن ثم تعرضت نصوص المقدس التوراتي لتحويرات كانت تتناسب مع روح المذهب الديني المنتصر، لكن هؤلاء - ولحسن حظ الباحثين اليوم - كانوا أتقياء إلى حد عدم الاجتراء على تصحيح النصوص القديمة أو جعلها ملائمة، وعادة ما كانوا يكتفون بحشر مقدمات وخواتيم ضمن نص السرد الأصلي للحوادث التاريخية، وأحيانا كانوا يضيفون على السرد الفعلي، وقائع لم تكن موجودة في النص الأصلي؛ وهو ما يلقي على الباحث اليوم مزيدا من المشقة في غربلة الأصيل مما لحقه من إضافات، خاصة أن المحرر عادة ما كان يستقي موضوعاته من الفلكلور السائد، أو كان يخترعها اختراعا. ثم تواجه الباحث مشاكل أخرى لها أسبابها القديمة، فمثلا كان المحررون لا يتركون فواصل بين مداخلات مؤلفين عدة، بقصد توفير الورق الثمين، وهو ما جعل النساخ المتأخرين ينسبون مداخلات نبي إلى نبي آخر، وأثناء ذلك لم يكن يرى المحرر أي تحرج من حشر مقاطع تناسب وجهة نظره، مع مداخلة نبي قديم عاش في زمن سابق.
ولسوف نشرك القارئ معنا في معرفة أكثر بهذا الكتاب في فصول قادمة، وكيف يمكن قراءة هذا التل المختل، والخروج من الأخيولة الأدبية والأسطورة الإعجازية بالأحداث التاريخية، وكشف المستور التاريخي الكامن وراء السرد الأسطوري، خاصة إذا علمنا أن التوراة «هي أحد المفاتيح الهامة، لفهم خط سير التاريخ الديني ثم السياسي في منطقة الشرق القديم». وإبان ذلك علينا مراعاة أننا نتعامل مع نصوص تنتمي لضروب أدبية مختلفة، وتحوي قوانين ومشاهد طقسية وخرافات وأساطير وقصصا، وتاريخا ينتمي لفئات اجتماعية متباينة، مضافا إلى كل ذلك تعليقات المحررين ونزواتهم. (2) مصادر العهد القديم
أما على مستوى الدرس العلمي النقدي للكتاب المقدس، فقد تم وضع تقسيم آخر يعتمد المصادر الأساسية لخطوط سير الوثائق المقدسة، وقد انتهى التطور الأخير لمدرسة يوليوس فلهاوزن الألمانية 1844-1918م، إلى الكشف عن أربعة وثائق مختلفة عن بعضها وشديدة التباين، يتكون منها العهد القديم، هي على الترتيب:
أولا: المصدر اليهودي
Jahwist
ويرمز له اختصارا بالرمز
صفحه نامشخص