نبی موسی و تل العمارنة

سیّد قمنی d. 1443 AH
122

نبی موسی و تل العمارنة

النبي موسى وآخر أيام تل العمارنة (الجزء الأول): موسوعة تاريخية جغرافية إثنية دينية

ژانرها

ثم اشتد نافيل في المخالفة، وذهب إلى أن رعمسيس التوراتية، هي التي كان يطلق عليها اليونان اسم فاقوسة، التي هي برأيه سفط الحنة الآن، والسبب أيضا آثار لرمسيس، حيث تم العثور هناك على قطعتين من الجرانيت الأسود باسم رمسيس الثاني، مع قطعتين أخريين من البازلت باسمه، ومن هنا «رأى نافيل أن سفط الحنة هي رعمسيس التوراة»، وأنها كانت عاصمة المقاطعة العشرين من مقاطعات الدلتا، التي عرفها اليونان باسم المقاطعة العربية «أرابيا».

هذا علما أن جاردنر قبل أن يذهب برعمسيس إلى صان الحجر، كان يؤكد أن رعمسيس هي بيلوز/الفرما.

9

أما بتري وهو حجة مصريات معلوم، فقد خالف هؤلاء وأولئك، معتمدا أيضا على آثار لرمسيس الثاني، تم العثور عليها في موضع مخالف تماما، فقال إن رعمسيس هي «تل رطابة حاليا في النصف الشرقي من وادي طميلات غربي تل المسخوطة»، حيث عثر هناك على معبد لرعمسيس الثاني، ثم على أثره يصوره وهو يضرب أسيرا آسيويا أمام الإله آتوم، وأثر ثالث على هيئة تمثال جرانيتي أحمر لرمسيس الثاني والإله آتوم، عليه عبارة تقول: «عظيم الاحترام عظيم الروعة في البلدان، وعلى البلدان الأجنبية البعيدة، ملك مصر العليا والسفلى رعمسيس ابن الشمس معطي الحياة، الذي أوقع مذبحة في أرض الشاسو، ونهب تلالهم وقتلهم، قد بنى مدينة باسمه للأبد.» وقد اعتبر فلندر بتري العبارة الأخيرة دليلا قاطعا على وقوع مدينة رعمسيس في موقع تل رطابة الحالية، خاصة أنه قد عثر بها على غرف عديدة استخدمت كمخازن، والتوراة تشير إلى أن الإسرائيليين قد استعبدوا في بناء مدينتي مخازن هما فيثوم ورعمسيس.

10

وكلما زادت مساحة الكشوف الأركيولوجية، زادت الخلافات وازداد الالتباس، فقد عثر المنقب محمود حمزة على دور سكنية في حفائر قام بها في قنتير شمالي الزقازيق، وتبعد حوالي 17كم إلى الجنوب من صان، وتقع فوق تل أثري تآكل بمرور الزمن، وأصبح في مستوى الأرض الزراعية، ووجد في حفائره آثارا من الأسرة الثانية عشرة والأسرة التاسعة والعشرين، كما عثر على أطلال لقصر يخص الملك ستي الأول ، أما الأهم فكان عثوره على لوحة دون عليها «الإله الطيب الأسد ضد السوريين الإله الطيب حبيب سوتخ»، وهي إشارة واضحة للإله سيت، الذي كان يعبده الهكسوس في حواريس، وعبده رعمسيس الثاني في مدينته رعمسيس.

وبين الدور السكنية عثر محمود حمزة على آثار كثيرة باسم رعمسيس الثاني وموظفي عهده، دونت بكتابات هيراطيقية على كسرات فخار كثير، تتضمن أيضا اسم رعمسيس.

11

ونظرا لأهمية هذا الكشف تحديدا، نستمع إلى محمود حمزة نفسه، يعقب على حفرياته في قنتير فيقول: «إن سيتي الأول كان أول من أقام فيها قصرا، ليجعله مكانا لراحته بعد عودته من حروبه في آسيا، ولما جاء عهد رعمسيس الثاني، رأى أنه تسهيلا للقبض بيد من حديد على ممتلكاته في آسيا، وتخليص البلاد من غارات الساميين المتتالية، أن يترك مقره في طيبة، ويجعله في الدلتا على مقربة من فلسطين، ليقمع أي ثورة في مهدها؛ لذلك يعد من الأمور الهامة في حكم رعمسيس الثاني، انتخاب موضع قنتير ليكون مقره الملكي في الدلتا. والواقع أننا وجدنا في الحقول والبيوت، عوارض أبواب وعتب، نقش عليها اسمه، هذا بالإضافة إلى مئات القراميد والزهريات المصنوعة من الخزف، والأشكال التي كانت تؤلف جزءا هاما في تزيين القصر وزخرفته، على أن وجود مئات القوالب من الفخار المطلي باسم سيتي الأول، ورعمسيس الثاني، ومرنبتاح الأول، وسيتي الثاني، ورعمسيس الثالث، ورعمسيس السابع ، ورعمسيس العاشر، لبرهان على أن هؤلاء الفراعنة، كانوا يقطنون هذا القصر، الذي كان يحلى بمنتجات مصنع خاص به (مهمته تزويد القصر بالعناية المعمارية والفنية بشكل دائم)، وذلك ليكونوا على اتصال بأملاكهم الآسيوية. كذلك كان في قنتير معابد للآلهة آمون وبتاح وست ... وتحمل كثير من قوالب الفخار المطلي، الذي عثر عليه في قنتير باسم رعمسيس الثاني، مصحوبا باللقب «با نتر» أي روح الإله، وأخرى تحمل طغراء

12

صفحه نامشخص