19
وإلى اليوم لم يزل قائما في مدينة مأرب اليمنية - وهي الآن منطقة آثارية - أطلال معبد قديم بني من الصخر يعرف باسم معبد «أوام» ونستفيد هنا من تأريخ «أحمد شرف الدين» لليمن قوله: «إن أوام كان اسما لقبيلة سكنت اليمن.»
20
وبعد لأي وجهد تمكنت من التقاط سر المسألة في معبد مجاور يقع غربي معبد «أوام»، ويعرف حاليا باسم «العمايد»، واللفظ «عمايد» عربي قديم، أطلق على هذا المعبد في العصر الجاهلي، لأن المعبد كان يقوم على أعمدة صخرية، لم يزل قائما منها حتى اليوم خمسة أعمدة، وكان العمود حسب ترجمة النصوص اليمنية القديمة يسمى «أوام»، ومن ثم تترابط المسألة وتتسق، إذا ما اعتبرنا معبد «أوام» هو معبد «أرام» القديمة، ولنلحظ أن قراءة النقوش المسندة لم تزل تحمل لبسا وأخطاء عديدة في قراءتها، ولم يقر أي من الآثاريين بمصداقية قراءته التامة، ومن ثم نفترض أن معبد «أوام» هو معبد «أرام»، أو «إرم» التي تسمى الآن «العمايد»، وعليه تصبح «إرم» هي مدينة شعب «عاد». أما العمايد فتفسر لنا الوصف القرآني لعاد، بأنها «ذات العماد».
ولا بأس هنا من الإشارة إلى أنه في بلاد اليونان، قبل العصر الكلاسيكي، كانت عبادة الإله «هرمس
Hermes » تقترن بتوقير أحجار مقدسة تدعى «هيرما» أو «إرما» وهي مشتقة من كلمة
Erma
التي كانت تعني «صخرة» أو «عمود» مما يستدعي «العمايد» اليمنية، و«المسلات» المصرية، والاسم هيرمس نفسه يعني: العمود أو الصخرة، وفي اللغة العربية «الإرم» يعني الصخر.
21
وهذه اللغة ذاتها هي التي أطلقت بلسانها على الأبنية الصخرية في الجيزة المصرية اسم «أهرام» جمع «هرم»، و«هرم» لا تبعد كثيرا عن «إرم»، بل إن العربية تستبدل «الهاء» و«الهمزة أو الألف» فتقول: «أريق» الماء، و«هريق» الماء فالهرم أيضا إرم.
صفحه نامشخص