میسر در زندگی خلفای راشدین

علی بن نایف الشحود d. 1450 AH
91

میسر در زندگی خلفای راشدین

الميسر في حياة الخلفاء الراشدين

وقال عمر لأبي بكر رضي الله عنهما : كيف تقاتلهم وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قال : لا إله إلا الله، فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه، وحسابه على الله. فقال أبو بكر : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقا(1) لقاتلتهم على منعهم. وهكذا رأى أبو بكر رضي الله عنه أن الإسلام كل لا يتجزأ وليس هنالك من فرق بين فريضة وأخرى، والزكاة وإن كانت من النظام الاقتصادي، إلا أنها ركن من أركان الإسلام، وعبادة بحد ذاتها، ولا يمكن تطبيق جزء من الإسلام وإهمال آخر. ورأى الصحابة أن الأخذ باللين أفضل إذ زلزلت الأرض بالردة والنفاق.

وقال عمر رضي الله عنه : يا خليفة رسول الله ! تألف الناس وارفق بهم، فأجابه أبو بكر : رجوت نصرتك وجئتني بخذلانك ؟ أجبار في الجاهلية وخوار في الإسلام ؟ إنه قد انقطع الوحي، وتم الدين، أو ينقص وأنا حي؟ أليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بحقها، ومن حقها الصلاة وإيتاء الزكاة، والله لو خذلني الناس كلهم لجاهدتهم بنفسي.

ورد أبو بكر وفد المنافقين الذين امتنعوا عن دفع الزكاة، مسفها رأيهم، مستمسكا بالحق في إجبارهم على الخضوع الصحيح للدين فعاد رجال الوفد إلى قبائلهم وأخبروهم بقلة عدد المسلمين - وكان جيش أسامة قد انطلق - وأطمعوهم بغزو المدينة.

صفحه ۹۲