415

موازنه‌ی شعر ابوتمام و بحتری

الموازنة بين شعر أبي تمام و البحتري

ناشر

مكتبة الخانجي - الطبعة الأولى

محل انتشار

١٩٩٤ م

يطبع الإنسان على المعرفة بها والعلم بجيدها ورديئها كما طبع على الكلام؛ فكان كل أحد يكون متكلما، وليس كل أحد صيرفيا ولا بزازًا ولا نخاسًا؟.
قيل: ولا كل أحد يكون شاعرًا، ولا خطيبًا، ولا منطيقا بليغا، ولا بارعا، ولو كان ذلك كذلك لما رأيت أحدًا يتكلم فيستحسن كلامه، وآخر يتكلم فيضحك منه؛ فالإنسان المتكلم يعلم معاني ألفاظ لغته، ولا يعلم جيدها من رديئها، ومتخيرها من مرذولها، كما أنه يعلم أيضًا أنواع الثياب والجواهر والخيل والرقيق، ويميز بين أجناسها، ولا يعلم جيد كل جنس من رديئه، وأرفعه من أدونه، فكما أن المعرفة بكل جنس من هذه صناعة، فكذلك المعرفة بكل جنس من أجناس الكلام والشعر والخطابة صناعة، فإذا رجعت ف يالمرعفة بتلك إلى أهلها فارجع أيضًا في المعرفة بهذه إلى أهلها.
وبعد؛ فإني أدلك على ما ينتهي بك إلى البصيرة والعلم بأمر نفسك في معرفتك بأمر هذه الصناعة أو الجهل بها، وهو أن تنظر ما أجمع عليه الأئمة في علم الشعر من تفضيل بعض الشعراء على بعض، فإن عرفت علة

1 / 417