مخصوصة بوصف الجارية التي قد كعب ثديها، فلا تكون العوان في صدر البيت من أوصاف النوق، والبكر في آخره من أوصاف النساء؛ فعلمنا أنه لم يرد بالعنس إلا العانس فغلط، كأنه أراد أن هذه الصنيعة ليست في حال ما هي عندي بالعوان العانس، ولا ف يحال ما هي عندك بالبكر الكعاب؛ لأن المرأة تكون كاعبًا وبكرًا في حال، وعوانًا وعانسًا ف يحال أخرى، فتنتقل في هذه الأوصاف، والعنس لا موضع لها ههنا.
وأما قوله " إنه لو أراد العانس كان مخطئًا؛ لأن العانس هي التي حبست عن التزويج حتى جازت حد الفتاة؛ فلا تكون وصفًا للعوان؛ لأن العوان عند أهل اللغة الثيب " فيقال: إنه إنما كان يسوغ لك هذا التأويل لو زال اسم العنوس عن المرأة إذا تزوجت، فأما وهو باقٍ عليها بعد التزويج الذي صارت به ثيبًا فلم لا يكون وصفًا للعوان التي هي أيضًا ثيب عندك، ألا ترى إلى قول كثير:
فإن طلابي عانس أم ولدة ... لمما تمنيني النفوس الكواذب
فقال «عانسًا» وجعلها أم ولدة.
فإن قال: فلعل أبا تمام لم يرد هذا وإنما أراد بالعنس مصدر عنست المرأة تعنس عنسًا وعنوسًا، فجعل المصدر - وهو عنوس - وصفًا للعوان مكان العانس، والمصادر قد تجعل أوصافًا في مكان أسماء الفعالين.
قيل له: المصدر المعروف في مصدر «عنست المرأة» وهو العنوس، ولم يسمع العنس، وعلى أن الأصمعى قد أنكر عنست مخففًا، وقال: إنما هو