قال عبد الله بن المعتز: عابوا على الأعشى قوله «٧٦»:
ونبئت قيسا ولم آته ... وقد زعموا ساد أهل اليمن «٧٧»
فعابوه بهذا الشك. ويقال: إن قيسا أنكر ذلك عليه فجعل مكان: «وقد زعموا» [٢٤]: «على نأيه» .
قال: ومما استضعف من معانيه قوله «٧٨»:
فرميت غفلة عينه عن شاته ... فأصبت حبّة قلبها وطحالها
وقد عابه قوم بذلك، لأنهم رأوا ذكر القلب والفؤاد والكبد يتردّد كثيرا فى الشعر عند ذكر الهوى والمحبة والشوق، وما يجده المغرم فى هذه الأعضاء من الحرارة والكرب، ولم يجدوا الطحال استعمل فى هذه الحال؛ إذ لا صنع له فيها، ولا هو مما يكتسب حرارة وحركة فى حزن ولا عشق، ولا بردا وسكونا فى فرح أو ظفر؛ فاستهجنوا ذكره.
قال: وعابوا عليه الإيطاء فى قوله «٧٩»:
وهل تطيق وداعا أيّها الرجل
وقوله «٨٠»:
ويلى عليك وويلى منك يا رجل
قال: وعابوا عليه استعماله الألفاظ العجمية فى شعره.
وأنكروا عليه قوله «٨١»:
لو أسندت ميتا إلى نحرها ... عاش ولم ينقل إلى قابر
قال: وأخبرنى بعض شيوخنا أنه أدرك الناس وهم يزعمون أن هذا البيت أكذب بيت قالته العرب «٨٢» .
1 / 63