المتفق والمفترق
للخطيب البغدادي
دراسة وتحقيق
الدكتور محمد صادق الحامدي
دار القادري
دمشق
١٩٨٨
صفحه نامشخص
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
أخبرنا الشيخ الصالح أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن الحسين السيني المعروف بابن نحيسة قراءة عليه وأنا أسمع بمصر يوم السبت الخامس من محرم سنة تسع وسبعين وخمسمائة بسوق احاف قال أخبرنا الشيخ أبو الفتح محمد بن عبد الله بن الحسن بن طلحة المعروف بابن النحاس قال أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب قراءة بلفظه في المسجد الجامع بدمشق في شهر رمضان المعظم من سنة ثمان وخمسين وأربعمائة قال الحمد لله الذي هدانا لمعرفة دينه ووفقنا لاتباع سنن رسوله وعلمنا ما لم نكن نعلمه وفضلنا على كثير من خلقه وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى أهل بيته وصحابته أجمعين وتابعيهم بالإحسان إلى يوم الدين أما بعد فإني ذاكر في كتابي هذا نوعا من علم الحديث قد يقع الإشكال في مثله على من لم ترتفع في العلم رتبته ولم تعل في تدبيره طبقته وهو بيان أسماء وأنساب وردت في الحديث متفقة متماثلة وإذا اعتبرت وجدت مفترقة متباينة فلم يؤمن وقوع الإشكال فيها ولو في بعضها لاشتباهها وتضاهيها وقد وهم غير واحد من حملة العلم المعروفين بحسن الحفظ والفهم في شيء من هذا النوع الذي ذكرناه فحدانا ذلك على أن شرحناه ولخصناه
1 / 105
ونسأل الله العصمة من الخطأ في جميع الأمور والعفو عن زللنا برأفته إنه رحيم غفور.
(١) أخبرنا أبو سعيد محمد بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور قال سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العباس بن محمد الدوري يقول سمعت يحيى بن
1 / 106
معين يقول قد روى مالك بن أنس عن شيخ له يقال له عبد الملك بن
1 / 107
قريب وهو الأصمعي ولكن في كتاب مالك عبد الملك بن قرير وهو خطأ إنما هو الأصمعي
1 / 108
قال الشيخ أبو بكر قد غلط بن معين في هذا القول غلطا ظاهرا وأخطأ خطأ فاحشا وحديث مالك صحيح رواه عنه كافة أصحابه وساقه في موطأه عن عبد الملك بن قرير عن محمد بن سيرين ويرى أن الوهم دخل فيه على يحيى لاتفاق لااسمين وتقارب الأبوين أعني من عبد الملك بن قرير وعبد الملك بن قريب مع ما أخبرنا به أبو سعيد الصيرفي قال سمعت محمد بن يعقوب الأصم يقول سمعت العباس الدوري يقول سمعت يحيى بن معين يقول سمعت الأصمعي يقول سمع مني مالك بن أنس فلما صح سماع يحيى هذا من الأصمعي واسمه عبد الملك بن قريب وانتهت إليه رواية مالك عن عبد الملك بن قرير ظنه الأصمعي فقضى على مالك بالخطأ وألزمه الوهم ولو أمعن يحيى النظر لعلم أن الأصمعي لا يروى عن محمد بن
1 / 109
سيرين وعبد الملك بن قرير الذي روى عنه مالك هو العبدي أخو عبد العزيز بن قرير من أهل البصرة ولا أعلم روى عن عبد الملك غير مالك وأما عبد العزيز فروى عنه سفيان الثوري وعطاف بن
1 / 110
خالد وهو يروى عن الأحنف بن قيس وعن محمد بن سيرين أيضًا فإذا كان يحيى بن معين لم يسلم من الوهم مع ثبوت قدمه في هذا العلم لأدنى شبهة دخلت عليه من قبل كلام وقع إليه فكيف يكون حال من هو دونه إذا ورد اسمان في كل جهة متفقان نسبا وتسمية وطبقة ورواية إن وقوع الإشكال يكون أكثر إلا من أمعن النظر
1 / 111
فيه وتدبر وإلى هذا أشار أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل ﵀ بقولة في الخبر الذي حدثته عن أبي بكر
1 / 112
عبد العزيز بن جعفر الحنبلي حدثنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال
1 / 113
أخبرني محمد بن علي قال سمعت إسحاق بن الحسن الحربي يقول قلت لأبي عبد الله كم
يقنع الرجل أن يكتب من الحديث فقال لي يا أبا إسحاق خدمة الحديث أصعب من طلبه قلت وما خدمته قال النظر فيه.
(٢) وقال الخلال أخبرني عبد الملك الميموني قال سمعت أبا
1 / 114
عبد الله وحدثهم بحديث في كتاب التاريخ فقال من لم يكتب الحديث يعني يكثر منه ويتعاهده كيف يعرف ذا كيف يضبط ذا وقد حذر الإمامان أحمد بن حنبل وعلي بن المديني الإقدام على الحديث خشية من الزلل فيه على من لم يتهيبه.
(٣) أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن
1 / 115
مهدي البزاز حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي إملاء حدثنا فضل بن سهل قال سمعت أحمد بن حنبل وعلي
1 / 116
ابن عبد الله يقولان من لم يهب الحديث وقع فيه.
(٤) أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد أخبرنا أبو عمر محمد بن العباس الخزاز
1 / 117
أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا السوسي حدثنا عباس بن محمد قال سمعت خلف بن سالم
1 / 118
يقول سماع الحديث هين والخروج منه شديد وإني لم أذكر في كتابي هذا إلا ما حفظته عمن يوثق به من قدماء أسلافنا وأئمة حفاظنا وعلمائنا وقد جعلت الأسماء مرتبة على نسق حروف المعجم لأني رأيت ذلك أصوب وأجمل ومتى أريد شيء منها كان طلبه أقرب وأسهل وبالله تعالى أستعين وهو حسبي ونعم الوكيل.
1 / 119
باب الألف
أنس بن مالك خمسة
منهم اثنان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
١- (١) أحدهما أنس بن مالك أبو حمزة الأنصاري
وهو أنس بن مالك بن النضر بن ضمضم بن زيد بن حرام ابن جندب بن عامر بن غنم بن مالك بن النجار واسم النجار تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارسة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وأم أنس بن مالك أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام
1 / 120
ابن جندب بن عامر بن غنم بن مالك بن النجار لما قدم رسول الله ﵌ المدينة أهدت له أم سليم أنسا فخدمه حياته صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم انتقل أنس بعده إلى البصرة فسكنها ومات بها سنة ثلاث وتسعين وله بالبصرة عقب فروى عن أنس ابناه موسى والنضر ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ومحمد بن المنكدر التيمي ويحيى بن سعيد وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاريان وإبراهيم بن ميسرة وشريك بن عبد الله بن أبي نمر والحسن بن أبي الحسن ومحمد بن سيرين وأبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي وقتادة بن دعامة وثابت البناني وحميد الطويل وسليمان التيمي وخلق كثير سوى هؤلاء من أهل الصبرة وغيرها وأحاديثه شهيرة وروايته كثيرة.
1 / 121
والصحابي الآخر
٢- (٢) أنس بن مالك الكعبي أبو أمية
وهو من بني قشير ابن كعب بن ريبعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن
1 / 122
مضر بن نزار بن معد بن عدنان وقيل إنه من بني عقيل بن كعب أسند عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثا واحدا
1 / 123