مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن

ابن الجوزی d. 597 AH
134

مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن

مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن

پژوهشگر

مرزوق علي إبراهيم

ناشر

دار الراية

شماره نسخه

الأولى ١٤١٥ هـ

سال انتشار

١٩٩٥ م

ژانرها

جغرافیا
فَصْلٌ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: مَا السَّبَبُ فِي أن بعض حدود الحرم يقرب من مكة وبعضها يبعد، ولم لم تجعل على قانون واحد؟ ففيه أَرْبَعَةُ أَجْوِبَةٍ: أَحَدُهَا: ٨٤- مَا رَوَى سَعِيدُ بْنُ جبير عن ابن عباس، قَالَ: لَمَّا أُهْبِطَ آدَمُ خَرَّ سَاجِدًا يَعْتَذِرُ، فأرسل الله تعالى إليه جبريل بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. فَقَالَ: ارْفَعْ رَأْسَكَ، فَقَدْ قُبِلَتْ تَوْبَتُكَ. فَقَالَ: يَا رَبِّ! إِنَّمَا أَتَلَهَّفُ عَلَى مَا فَاتَنِي مِنَ الطَّوَافِ بِعَرْشِكَ مَعَ مَلائِكَتِكَ. فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ أَنِّي سَأُنْزِلُ إليك بيتًا أجعله قبلة، فأهبط الله إليه الْبَيْتَ الْمَعْمُورَ، وَكَانَ يَاقُوتَةً حَمْرَاءَ تَلْتَهِبُ الْتِهَابًا، وَلَهُ بَابَانِ شَرْقِيٌّ وَغَرْبِيٌّ، قَدْ نُظِّمَتْ حِيطَانُهُ بِكَوَاكِبَ بِيضٍ مِنْ يَاقُوتِ الْجَنَّةِ، فَلَمَّا اسْتَقَرَّ الْبَيْتُ فِي الْأَرْضِ، أَضَاءَ نُورُهُ مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، فَنَفَرَتْ لِذَلِكَ الْجِنُّ وَالشَّيَاطِينُ وَفَزِعُوا فَارْتَقَوْا فِي الْجَوِّ يَنْظُرُونَ مِنْ أَيْنَ ذَلِكَ النُّورُ، فَلَمَّا رَأَوْهُ مِنْ مَكَّةَ، أَقْبَلُوا يُرِيدُونَ الاقتراب إليه، فأرسل الله تعالى مَلائِكَةً فَقَامُوا حَوَالَيِ الْحَرَمِ فِي مَكَانِ الْأَعْلامِ اليوم فمنعتهم، فمن ثم ابتدئ اسم الحرم.

1 / 188