مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن
مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن
پژوهشگر
مرزوق علي إبراهيم
ناشر
دار الراية
شماره نسخه
الأولى ١٤١٥ هـ
سال انتشار
١٩٩٥ م
ژانرها
جغرافیا
قلت: وكيف علمت ذاك؟
قَالَ: بِغَضِّ طَرْفِي لَهُ عَنْ كُلِّ مُحَرَّمٍ، وَاجْتِنَابِي فِيهِ كُلَّ مُنْكَرٍ وَمَأْثَمٍ، وَقَدْ سَأَلْتُهُ أَنْ يَجْعَلَ جَنَّتِيَ النَّظَرَ إِلَيْهِ، ثُمَّ صَاحَ وَأَقْبَلَ يَسْعَى حَتَّى غَابَ عَنْ بَصَرِي.
٦٨- أَخْبَرَنَا محمد بن ناصر، قال: أخبرنا محفوظ بن أحمد، قال: أخبرنا محمد بن الحسين الجازري، قال: ثنا الْمُعَافَى بْنُ زَكَرِيَّا، قَالَ: حُكِيَ أنَّ بَعْضَ المترفين مال إلى طريقة المتصوفة، واستشرف لِصُحْبَتِهِمْ وَالاخْتِلاطِ بِهِمْ، فَشَاوَرَ فِي هَذَا بَعْضَ مَشْيَخَتِهِمْ، فَرَدَّهُ عَمَّا تَشَرَّفَ إِلَيْهِ مِنْ هَذَا وحذره، فأبت نفسه الإجابة مَا جَذَبَتْهُ الدَّوَاعِي إِلَيْهِ، فَمَالَ إِلَى فَرِيقٍ من هذه الطائفة فعلق بِهِمْ، ثُمَّ صَحِبَ جَمَاعَةً مِنْهُمْ مُتَوَجِّهًا إِلَى الْحَجِّ فَعَجَزَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ عَنْ مُسَايَرَتِهِمْ وَقَصَّرَ عَنِ اللِّحَاقِ بِهِمْ، فَمَضَوْا وَتَخَلَّفَ عَنْهُمْ، فَاسْتَنَدَ إِلَى بَعَضِ الْأَمْيَالِ إِرَادَةَ الاسْتِرَاحَةِ مِنَ الإعياء والكلال، فمر به الشَّيْخُ الَّذِي شَاوَرَهُ فِيمَا حَصَلَ فِيهِ قَبْلَ أَنْ يَتَسَنَّمَهُ، فَنَهَاهُ وَحَذَّرَهُ، فقال هذا الشيخ مخاطبا له:
إن الذين بخير كنت تذكرهم ... قضو عليك وعنهم كنت أنهاكا
فقال له الفتى: فما أصنع الآن؟ فقال له:
لا تطلبن حياة عند غيرهم ... فليس يحييك إلا من توفاكا
1 / 172