ظامئة إلى ارتشاف مرن السعادة وأرواح شائقة إلى الشهادة فرحين بانعقاد بيعهم الرابح يوم تفريق الجوائز والمنائح وعلموا أنهم لن يصلوا إلى خلعه السنية إلا بخلع الحياة ولبس المنية فيذلوا النفوس في لقاء العدو ومجاهدته والمبالغة في قتاله ومجالدته وفي هذه الرتبة العالية والبيعة الغالية تنافس أهل الطفوف في احتمال الحتوف والصبر على نقط الرماح وشكل السيوف.

وكانوا كما قلت شعري هذا وصفا لحالهم في نزالهم-

فيا ذوي البصائر والأفهام ويا أرباب العقول والأحلام أظهروا شعار الأحزان وألبسوا الجزع على سادات الإيمان واقتدوا بالرسول في محبة بني الزهراء البتول وتعظيم ذوي القربى فقد وعدهم جل جلاله لعظمهم بأحسن العقبى.

ولقد كشفت أمية سره المضروب على سبطه بهتك حرمته ورهطه ونقضوا ما برمه وحلوا من عقد الدين ما أحكمه.

وأنا مورد من نظمي هذه الأبيات في صفة هذه الحركات-

فكم يومئذ من كبد مقروحة ودموع مسفوحة ولاطمة خدها ومستندبة جدها وناشرة شعرها وهاتكة سترها وقد ذل الإيمان وقل الأعوان وعطلت

صفحه ۱۲