387

له (1) يصح التعلق به ، وأنه لا بد فيه من تأويل (2).

وقوله تعالى : ( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ) يعنى : إلا الطائفة السالكة للطريقة الصحيحة.

ثم قال : ( ولذلك خلقهم ) يعنى : ولأن يرحمهم خلقهم ؛ لأن الكلام يجب أن يجعل متعلقا بأقرب ما يمكن تعلقه به إذا أمكن ذلك فيه ، ولم يمكن (3) تعليقه بالكل ، وهذا مطابق لقوله تعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) (4).

** 349 وقوله تعالى فى آخر السورة :

يدل أيضا على أنه لا قدرة (6) للعبد ، لأن قوله : ( وإليه يرجع الأمر كله ) ظاهره يقتضى أن الأمر جعل لغيره ثم رجع إليه ، فبأن يدل ذلك على إثبات القوة والفعل أولى ، وإنما أراد تعالى أن الأمور ترجع إلى حيث لا يحكم فيه سواه ، كما يقال فى الشاهد إذا انتهى الحال فى الأمر إلى أن لا ينظر فيه إلا الأمير : رجع أمرنا إلى الأمير. والمراد « به هذا (7) المعنى ، وهذا لأنه تعالى فى حال التكليف قد ملك العباد الأمور والنظر فى الأحكام ، وانفرد بذلك فى الآخرة ، فلذلك صلح أن يقال ما ذكرناه.

صفحه ۳۸۸