352

الصواب والحكمة ، بل لا يمكن على هذا القول الثقة بأن شيئا من أفعاله حسن على وجه ، لتجويز أن يكون قصد به بعض الوجوه التى يقبح لها الفعل ؛ لأن الملك ملكه ، والأمر أمره ، يفعل فى سلطانه ما يريد!

فإن قالوا : المراد بقوله : ( إلا بالحق ) هو أنه خلق الأشياء ب كن!

قيل له : هذا لا يعقل من ظاهره ، لأنه متى قيل فى الفاعل : إنه ما فعل كيت وكيت إلا بالحق ، فالمعقول من ذلك أنه فعله على وجه الحكمة والصواب ، ولا يستفاد منه ما ذكره فى لغة ولا شرع. هذا ، وقد بينا أنه تعالى لا يخلق الأشياء ب كن وأن ذلك يستحيل ؛ لأنه إنما يخلقها لكونه قادرا عليها ، فلا تأثير لهذا القول لو فعله عند خلقها ، وقد بينا أنه لا يجوز أن يفعله عند خلق الأشياء ، لأن ذلك عبث (1).

والمراد به أن الأمور لا تتعذر عليه ، بل تنقاد له وتستجيب عند إرادته على كل وجه ، فرقا بينه وبين القادر منا المحتاج إلى الآلات والأدوات وزوال الموانع.

** 311 وقوله تعالى من بعد :

فى الفعل الصادر من الفاعل إذا قصد به بعض الوجوه ، وقد بينا القول فى ذلك (2).

** 312 وقوله تعالى من بعد :

لآيات لقوم يتقون ) [6]. يدل

(م 23 متشابه القرآن).

صفحه ۳۵۳