متشابه القرآن

Qadi Abd al-Jabbar d. 415 AH
153

بل أعجزه عنه. وقد علمنا أن تأثير الزاد والراحلة إنما هو على وجه التبع للقدرة ، وكيف يشترطان ولا يعتبر بالقدرة.

وإنما سأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه عما لا يدل عليه الظاهر ؛ لأنهم كانوا يعقلون من الاستطاعة « القدرة فاستغنوا (1) فيها عن المسألة ، ورأوا بأن أركان الدين ، مما يحتاج فيه إلى سفر ، لا يلزم إلا مع المال ، فسألوه صلى الله عليه وأجاب بذكر الزاد والراحلة ، ليتبين أن هذا كالجهاد وغيره فى سقوطه عن الفقراء.

وبعد ، فان الزاد والراحلة إنما « يصح أن (2) لهما تأثيرا على قولنا إن الإنسان يقدر على الحج وتركه فيستعين بهما (3) على الحج ، فأما على قولهم فحاله لا يخلو من وجهين : إما أن يفعل فيه قدرة الحج فلا بد من كونه حاجا ولو عدم الزاد والراحلة ، أو لا يوجد فيه ، فلا بد من أن يكون غير حاج ولو ملك الدنيا ، فأى تأثير لهما على قولهم؟!.

** 120 مسألة :

فقال : ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم

راجع : شرح الأصول الخمسة : 722 723.

صفحه ۱۵۴