فاستوقف جيرار الرئيس وهو على أهبة الخروج وصاح قائلا: مهلا يا سيدي الرئيس، مهلا يا أسيادي المحلفين إلى أن تقفوا على هذه الرسالة.
وقد دفعها إلى المحامي فقرأها مسرعا، وقال: إن هذه البرقية تتضمن ظهور براهين تثبت براءة موكلي، فأنا أطلب باسم القانون توقيف الجلسة.
وقد دفع الرسالة إلى الرئيس فقرأها وقرأها القضاة، وعاد إلى بوفور شيء من النشاط، فسأل المحامي قائلا: من الذي أرسل هذه البرقية؟
قال: إنها موقعة بإمضاء كلوكلو.
وسأل الرئيس جيرار قائلا: من هو كلوكلو؟
قال: إنه رجل من المغنين، ولكنه نبيل العواطف مستقيم السيرة، وأنا أضمن صدق ما يقوله، وقد عهدت إليه بمهمة فأتمها كما أظن، ولا أعلم كيف أتمها ولكن ثق يا سيدي الرئيس أن هذه الرسالة عظيمة الخطورة.
فلم يجد الرئيس بدا من توقيف الجلسة، واشتد الهرج بين الناس، وقد مضى ساعتان دون أن يرد نبأ جديد.
ونحن موردون للقراء تفصيل ما حدث خلال محاكمة بوفور.
كان الرقيب وكلوكلو مواظبين على الحراسة لا يملان منها، ولا سيما أن كلوكلو اضطر مكرها إلى الحنث بيمينه وعاد إلى معاطاة الخمر، غير أنه بدأ يخامره الشك بعودة داغير خلافا لرفيقه؛ فقد كان اعتقاده ثابتا لا يتزعزع.
وكان يعلل تأخر داغير عن الحضور إلى البحيرة بقوله: إنه ينتظر يوم المحاكمة فيشغل الناس عن مراقبته بحضورها، ولا سيما جيرار فإنه سيكون من الشهود.
صفحه نامشخص