وقدْ رَحَلَ أَبو القَاسِمِ إلى بَغْدَادَ سنة (٤٠٦)، وَهِيَ أَوَّلُ سَفْرَةٍ في طَلَبِهِ للعِلْمِ (١)، فَسَمِعَ فِيها مِنَ الإمَامِ الصَّالِحِ الثِّقَةِ الحُسَيْنِ بنِ الحَسَنِ بنِ مُحمَّدِ بنِ القَاسِمِ الغَضَائِرِيِّ البَغْدَادِيِّ (ت ٤١٤)، وسَمِعَ بِها أَيْضًا مِنْ أَبي مُحمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ، المَعْرُوفِ بابنِ البَيِّعِ (ت ٤٠٨)، وعَبْدِ اللهِ بنِ يَحْيى بنِ عَبْدِ الجَبَّارِ السُّكَّرِيِّ (ت ٤١٧)، وأَبي الحَسَنِ أَحْمَدَ بنِ مُحمَّدَ بنِ الصَّلْتِ الأَهْوَازِيِّ (ت ٤٠٩)، وأَبي عُمَرَ عَبْدِ الوَاحِدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ مَهْدِيٍّ (ت ٤١٠)، وهِلَالِ بنِ مُحمَّدٍ الحفَّارِ (ت ٤١٤) (٢).
وسَمِعَ بِوَاسِطَ مِن ابنِ خَزَفةَ عَلِيِّ بنِ مُحمَّدِ بنِ عَلِيِّ الوَاسِطيِّ (ت ٤٠٩) وغَيْرِهم (٣).
وحَجَّ حَجَّاتٍ، فَسَمِعَ بِمَكَّةَ مِنْ أَبي الحَسَنِ بنِ جَهْضَمٍ الهَمَذَانِيِّ (ت ٤١٤)، وابنِ نَظِيفٍ الفَرَّاءِ المَصْرِيِّ (ت ٤٣١)، وأَبي أُسَامةَ الهَرَوِيِّ المُقْرِئ وجَمَاعةٍ (٤).
وارْتحَلَ أَيْضا إلى نَيْسَابُورَ (٥)، وسَمِعَ فِيها المُحَدِّثَ الثِّقَةَ أَبا سَعِيدٍ مُحمَّدَ بنَ
_________
(١) الرسالة للدقاق، الورقة (٢١)، والسير ١٨/ ٣٥٠.
(٢) السير ١٨/ ٣٥٠.
(٣) السير ١٨/ ٣٥٠، والذيل على طبقات الحنابلة لابن رجب ١/ ٥٥ (وفيه: ابن خزيمة، وهو خطأ).
(٤) الرسالة للدقاق، الورقة (٢٢)، والسير ١٨/ ٣٥٠.
(٥) نَيْسَابُور -بفتح أوله وسكون ثانيه- مدينة مشهورة في إيران، وتقع علي بعد (٩٠) كيلا من مدينة مَشْهَد عاصمة خُرَاسَانَ الحالية، وكانت من أَحْسَنِ مُدن خُرَاسانَ وأَعْظَمِها، واشتهرت بنشاطها العِلْميِّ من أواسط القرن الثاني للهجرة، واستمرتْ حَتَّى حَمْلة التتار سنة (٦١٨) بقيادة جِنْكِيزخان حيث تمكن هو وجنوده من قتل كل من فيها، وخَرَّبوها حتى أَلْحَقُوها بالأرض، وقد جَمعَ الإِمام الحاكم محمَّد بن عبد الله النيسابوري المتوفى سنة (٤٠٥) تاريخ علمائها، ولم يصلنا هذا الكتاب، ولكن بقى منه مخْتَصرٌ، طُبع قَدِيْما بالفارسية، ثم طبع مؤخرا باللغة العربية، وله تكملة بعنوان (السياق لتاريخ نيسابور) للإمام عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي المتوفى سنة (٥٢٩)، وقد فُقِد أيضا، إلا أنه وصلنا منتخب منه، وقد طبع.
المقدمة / 33