كلمة الإهداء
إلى الأمة المصرية التي أنجبت سعد زغلول، والتي أنبتت مصطفى النحاس، والتي أخرجت صحبه وزملاءه القادة الأبرار المخلصين.
أقدم هذه الرسالة الصغيرة الموجزة، منبعثة من أعماق صدر وطني مؤمن بهؤلاء الأبطال الأمجاد المغاوير الصادقين. •••
وإلى الأجيال القادمة، والغد المؤمل، والمستقبل الوارث للحاضر وعمله.
أزجي هذه الصورة الدقيقة المصغرة، من ريشة صادقة، ساذجة، غير حاذقة ولا ماهرة.
لتكون رسما للحاضر في صلته بالماضي المنشئ، والغد المستثمر، في حقل الحياة، على دورة الدهر، وكرة السنين.
عباس حافظ
تصدير وتصوير
ليس هذا الكتاب ترجمة حياة؛ لأن البطل الذي تناول بطولته بالبحث، والزعيم الذي شمله بالتحليل والدراسة - حي بيننا، نرجو بقاءه، وندعو الله أن يطيل في فسحة عمره ليخدم الأمة أكثر مما خدمها، ويفيض عليها بأغزر مما أفاض. ولا تكون التراجم ومدونات الأعمال وإقامة أدق الموازين، إلا بعد أن ينتقل الأفراد الخلقاء بها إلى ذمة التاريخ، ولا يزال لهذا البطل الذي انتوينا دراسته غد مرقوب، وحياة قادمة مرجوة الخير، وعمل عظيم طيب الغرس، حسن المجتنى، منتظر القطاف، موعود الثمر.
وإنما النية في هذه الفصول المحدودة، والأبواب المتعددة، تصوير البطولة من المعالم، ورسم الزعامة من الخطوط التقريبية، وتعيين النبوغ الوطني من ناحية رفعة مادته، وصدق معدنه وخاصيته، على ضياء ما ظهر من مزاياه وجملة موهبته، وبسبيل النجاح الأخير لجهوده في قضية الحرية والاستقلال.
صفحه نامشخص