مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار
مستعذب الإخبار بأطيب الأخبار
ناشر
دار الكتب العلمية
شماره نسخه
الأولى
سال انتشار
١٤٢٥ هـ / ٢٠٠٤ م
محل انتشار
بيروت
ژانرها
سیره نبوی
ذلك «١» .
_________
- وكان «أبو العاص» ممن شهد (بدرا) مع كفار قريش، وأسره «عبد الله بن جبير»، فلما بعث أهل مكة في فداء أسراهم قدم في فدائه أخوه «عمرو بن الربيع» بمال دفعته «زينب بنت رسول الله ﷺ» من ذلك «قلادة» لها كانت «خديجة» أمها- ﵄ قد أدخلتها بها على «أبي العاص» حين بنى بها فقال رسول الله ﷺ: «إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها، وتردوا الذي لها فافعلوا» فقالوا: نعم. وكان «أبو العاص» مواخيا لرسول الله ﷺ مصافيا، وكان أبى أن يطلق «زينب» بنت رسول الله ﷺ إذ مشى إليه مشركو «قريش» في ذلك، فشكر له رسول الله ﷺ مصاهرته، وأثنى عليه خيرا، وهاجرت «زينب» ﵂ مسلمة، وتركته على شركه، فلم يزل كذلك مقيما على الشرك، حتى كان قبل الفتح، فخرج بتجارة إلى الشام، ومعه أموال من أموال «قريش»، فلما انصرف قافلا لقيته «سرية» لرسول الله ﷺ أميرهم «زيد بن حارثه» ﵁ وكان «أبو العاص» في جماعة عير، وكان «زيد» في نحو سبعين وكمائة راكب، فأخذوا ما في تلك العير من الأموال، وأسروا ناسا منهم، وأفلتهم «أبو العاص» هربا. وقيل: إن رسول الله ﷺ بعث «زيدا» في تلك السرية قاصدا للعير التي كان فيها «أبو العاص» . فلما قدمت السرية بما أصابوا، أقبل «أبو العاص» في الليل حتى دخل على «زينب»، ﵂. فاستجار بها فأجارته، فلما خرج رسول الله ﷺ إلى الصبح، وكبر، وكبر الناس معه، صرخت «زينب» ﵂: أيها الناس إني قد أجرت «أبا العاص بن الربيع» فلما سلم رسول الله ﷺ من الصلاة أقبل على الناس، فقال: «هل سمعتم؟» فقالوا: نعم. قال: «أما والذي نفسى بيده ما علمت بشيء كان حتى سمعت منه ما سمعتم، إنه يجير على المسلمين أدناهم» . ثم انصرف رسول الله ﷺ فدخل على ابنته فقال: «أى: بنية، أكرمى مثواه، ولا يخلص إليك، فإنك لا تحلين له» . فقالت: إنه جاء في طلب ماله، فخرج رسول الله ﷺ وبعث في تلك السرية، فاجتمعوا إليه فقال لهم: «إن هذا الرجل منا حيث علمتم، وقد أصبتم له مالا، وهو مما أفاءه الله- ﷿ عليكم، وأنا أحب أن تحسنوا، وتردوا إليه ماله الذي له، وإن أبيتم فأنتم أحق به» . قالوا: يا رسول الله، بل نرده عليه، فردوا عليه ماله، ما فقد منه شيئا، فاحتمل إلى «مكة» فأدى إلى كل ذى مال من «قريش» ماله، الذي كان أبضع معه، ثم قال: يا معشر قريش هل لأحد منكم مالا لم يأخذه؟! قالوا: جزاك الله خيرا، فقد وجدناك وفيا كريما. قال: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، والله ما منعني من الإسلام، إلا تخوف أن تظنوا أني آكل أموالكم، فلما أداها الله- ﷿ إليكم أسلمت. ثم خرج حتى قدم على رسول الله ﷺ مسلما وحسن إسلامه، ورد رسول الله ﷺ ابنته عليه ...» اه: الاستيعاب. وانظر: الإصابة لابن حجر ٤/ ١٢١- ١٢٣ (رقم: ٦٩٢) .
(١) ما ذكره المؤلف- رحمه الله تعالى- من أن «زينب» ﵂ هي التي جعل-
1 / 120