موسیقی شرقی: گذشته، حال و آیندهی آن
الموسيقى الشرقية: ماضيها، حاضرها، نموها في المستقبل
ژانرها
وهو رمل بالوسطى، فحينئذ ظهر أمري، وشاع ذكري، فقصدني الناس وجلست للتعليم. ولقد كسبت لموالي ما لم يخطر لهن ببال.
وقد حجت جميلة، وخرج معها من المغنين مشيعين حتى وافوا مكة ورجعوا معها، من الرجال المشهورين المعدودين في الغناء: هيت، وطويس، والدلال، ونؤمة الضحى، وقند، ورحمة، وهبة الله، وهؤلاء مشايخ، وكلهم طيب الغناء، ومعبد، ومالك، وابن عائشة، ونافع بن طنبورة، وبذيح المليح، ونافع الخير، ومن النساء المغنيات: الفرهة عزة الميلاء، وحبابة، وسلامة، وخليدة، وعتيلة، والشماسية، وفرعة، وبلبلة، ولذة العيش، وسعيدة، والزرقاء، ومن الشعراء: الأحوص، وكثير عزة، ونصيب، وزهاء خمسين قينة وجه بهن مواليهن معها، فأعطوهن النفقات وحملوهن على الإبل في الهوادج والقباب، فأبت جميلة أن تنفق واحدة منهن درهما فما فوق حتى رجعن. ولما قاربوا مكة تلقاهم سعيد بن مسجح، وابن سريج، والغريض، وابن محرز، والهذليون، وعدد عظيم من الشعراء والأشراف: كعمر بن أبي ربيعة، والحارث بن خالد المخزومي، والعرجي، وخرج أبناء أهل مكة من الرجال والنساء ينظرون إلى جمعها وحسن هيئتهم.
ولما مضى على مقدمها عشرة أيام، جلست بمنزلها للغناء، وحضر عندها كل من سردناهم من المغنين، وعمر بن أبي ربيعة الشاعر، وغنوا جميعا أفرادا وجماعات. ومن ظرفها وآدابها أنها كانت تعجب بكل منهم، وتظهر محاسنه وشخصيته دون أن تفضل أحدا على الآخر، ثم غنت هي بدورها، واستمروا على ذلك ثلاثة أيام لم يشاهد مثلها ولا عند الأمراء والخلفاء.
العصر المزهر للموسيقى العربية
ازدهرت الموسيقى في عصر بني أمية، وخطا الفن خطوات واسعات نحو التقدم والجمال، وظهر في وقت واحد فحول المغنين والملحنين؛ مثل: ابن سريج، ومعبد، والغريض، وابن محرز، ومالك، وحنين الحيري، وابن عائشة، وعزة الميلاء، وجميلة وغيرهم.
لم يقتصر تعضيد الموسيقيين على الخلفاء، بل سرى إلى الأشراف والنبلاء والسراة، ونخص بالذكر عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، فإن سائب خاثر ونشيطا الفارسيين كانا منقطعين إليه وملازمين له، وكانت له مجالس طرب عظيمة يدعو إليها مشاهير المغنين ممن سبق ذكرهم، ويبذل لهم العطاء، وكذلك السيدة سكينة - رضي الله عنها - كانت مشغوفة بالغناء والموسيقى، وذات ذوق سليم فيهما، وكانت تغدق البذل والهبات للمغنين، وكانت ذات كرم حاتمي، وحينما يكون عندها حفلة طرب تفتح دارها لجميع الناس دون قيد ولا شرط، ولقد سقط عرش دارها مرة حينما اكتظت الدار بالسامعين، ومات في هذه الحادثة حنين الحيري. وقد ذكرنا ذلك في موضعه.
وإننا نخصص جزءا صغيرا من بحثنا هذا للتكلم على المشاهير من فحول المغنين الذين ازدهر بهم عصرهم، ورفعوا شأن الموسيقى العربية.
ابن مسجح
سعيد بن مسجح مولى بني جحح، مكي أسود مولد مغن متقدم من فحول المغنين وأكابرهم، وأول من صنع الغناء منهم، ونقل غناء الفرس إلى غناء العرب ثم رحل إلى الشام، وأخذ ألحان الروم والبربطية والأسطوخوسية، وانقلب إلى فارس وأخذ بها غناء كثيرا، وتعلم الضرب ثم قدم إلى الحجاز، وقد أخذ محاسن تلك النغم، وألقى منها ما استقبحه من النبرات والنغم التي هي موجودة في نغم غناء الفرس والروم خارجة عن غناء العرب، وغنى على هذا المذهب، فكان أول من أثبت ذلك ولحنه، وتبعه الناس بعد.
وقد جاءته هذه الفكرة حينما احترقت الكعبة، وجلب لها ابن الزبير بنائين من الفرس، فسمع غناءهم فراقه، فقلبه في شعر عربي. وهو الذي علم ابن سريج والغريض. ولقد عاش حتى لقيه معبد، وأخذ عنه أيضا الغناء في أيام الوليد بن عبد الملك.
صفحه نامشخص