موسیقی شرقی و آواز عربی
الموسيقى الشرقية والغناء العربي
ژانرها
لهذا السبب رأيت أن أرجع - على قلة بضاعتي - إلى كتب السير تحقيقا لغرضك، وإتماما لبحثك ليخرج كتابك للناس في المرحوم: عبده الحمولي شاملا للكثير الممتع من الحقائق، حاويا لبعض النوادر التي وقعت للسلف الصالح في الصدر الأول في الغناء، وسماع الآلات، أيام كان الدين غضا، وكان رجاله يقيمون بقلوبهم بناءه، ويبذلون الأرواح رخيصة لتشييد صرحه، بل كانوا يخافون الله في الشبهة. فإذا وقعت لأحدهم في عمل جعلوا من الكتاب الكريم حكما، ومن السنة الصحيحة موئلا، واعتصموا جميعا بحبل الله في أمره. ولم تصرفهم الحروب والغزوات عن أن يعلوا منار التشريع في الخطير والحقير من الأمور حذرا من أن يميل بين أيديهم اللواء المعقود، ويبدد عقد الشمل المنضود. وإنك يا صديقي ستقرأ فقرا مستملحة في الغناء وسماع الآلات، وهي وإن كانت لا تنقع غلة ولا ترد لهفة، لضيق المناسبات التي وقعت فيها، وإمساك النفوس عن التوسع في بيانها إلا أنها من الوجهة الدينية تعد كفيلة لتحقيق الغرض الذي تصبو إليه وسأجتهد في إيجاز القول ما استطعت إلى ذلك سبيلا.
إن بعض شيوخ الدين من السلف الصالح قد استدلوا على إباحة الغناء وسماع الآلات بأحاديث شريفة صحيحة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
منها ما روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: دخل علي أبو بكر (رضى الله عنه) وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث، وليستا بمغنيتين، فقال أبو بكر (رضى الله عنه): أمزمار الشيطان في بيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وذلك يوم عيد فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا.
وروي عنها أيضا رضي الله عنها أن أبا بكر (رضى الله عنه) دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان، والنبي
صلى الله عليه وسلم
صفحه نامشخص