ولأنها بدأت تتلعثم في كلامها، شعرت بضرورة أن أسألها عن الوضع بدقة. ونتيجة لذلك فهمت منها ما يلي:
وقع بين الاثنين مشادة لفظية عاصفة في ليلة كان هاناي قد أكثر فيها من شرب الخمر. تلفظت ريكو تجاهه بسباب جارح، فهاج هاناي ولطم وجهها لأول مرة؛ ثم على العكس انهار هاناي بعد ذلك باكيا، واستلقى الاثنان معا فوق السرير بملابسهما، وداعبت ريكو، التي هدأت مشاعرها، بيدها شعر هاناي، الذي لم يتوقف عن البكاء.
فغرقت ريكو في نشوة فارغة بائسة حزينة وفي نفس الوقت معسولة لا يمكن وصفها. وفي تلك اللحظة ظهرت الرجولة فجأة في هاناي.
وعندما انتبهت ريكو لذلك شعرت بالكراهية الشديدة، وقالت إن الأمر جرى كأنه اغتصاب، ولكنني أشك في ذلك. أعتقد أنها، على العكس، استخدمت ذلك الوصف لكي تعبر عن مدى إحساس الكراهية لديها. إن الحقيقة، بالتأكيد، التي وقعت بالفعل، هي أن مشاعرها كانت تتأرجح بلا توقف بين الكراهية والرغبة، وطبقا لذلك، وكما مر علينا حتى الآن، تميل ريكو إلى إحداث تعديلات من تلقاء نفسها على الواقع الذي حدث.
كانت المشكلة هي الفرحة العارمة التي أظهرها هاناي بعد انتهاء الأمر بلا مراعاة ولا تحفظ. كانت تلك الفرحة شديدة الأنانية والذاتية وبدا كأن ريكو غير موجودة في مخيلته. تلك الفرحة تتناقض مع حكايتها عن مطاردته لها فيما بعد على أنها المرأة الوحيدة بالنسبة له. ولكن أثناء سماعي لها مرات عديدة كنت أتعرف على صفات ريكو الشخصية الشيطانية وإن كنت كارها لذلك.
32 ... سأكتب ما حدث بعد أن عوضت بنفسي الأجزاء المبهمة في أقوال ريكو. بالطبع كتبتها بناء على سماعي منها، ولكن يصعب تصديق أن تلك الأحداث حدثت في الواقع. ... ... ...
في اللحظة التي أظهر فيها هاناي قدراته الرجولية للمرة الأولى في حياته، ذاقت ريكو أحد أنواع المصاعب النفسية. وما أشارت إليه هي بكلمة «الكراهية» كان هو ذلك الأمر، ولكنه أمر معقد لا يمكن التعبير عنه بكلمة الكراهية فقط.
تذكرت ريكو على الفور ريوئتشي إغامي، وتذكرت ملاحقته الجسدية اللحوح التي تهاجمها وتلومها: ألم تسمعي «الموسيقى» بعد؟ ألا تسمعين؟ أما في حالة هاناي فقد سمعت ريكو الموسيقى بالفعل، فالظاهر من النظرة الأولى أنه لا قلق من ذلك، ولكن الأمر الذي فهمته بوضوح تام وقتها، أنها لن تسمع الموسيقى مرة ثانية بعد أن استعاد هاناي قدراته الجنسية. وبالتالي من المحتمل جدا أن يقوم هاناي فيما بعد بدور مشابه لريوئتشي إغامي.
ولكن كان القلق الآخر هو أن هاناي بعد أن يظن أنه نجح في غزو قلب ريكو، يبدأ في صنع تاريخه العاطفي مغترا من برهان استعادته لقدراته الجنسية، وفي التو والحال ينتقل قلبه سريعا إلى المرأة التالية فالتي تليها إلخ.
بمعنى أن ريكو لم تعد ترغب في استمرارها في علاقة «طبيعية» مع هاناي أكثر من ذلك. وفي نفس الوقت، لا تسمح له بالسعي وراء امرأة أخرى. وهذا الأمر في أساسه يعني أنها كانت تريد أن يبقى هاناي بجوارها عنينا كما هو إلى الأبد. كانت تريد - إن استطاعت - أن يكون مصيره الموت على أي حال مثل خطيبها الراحل، ولكن المؤكد أن هاناي الذي استعاد قدرته لن يحاول الانتحار مرة أخرى.
صفحه نامشخص