264

مشكل الحديث وبيانه

مشكل الحديث وبيانه

ویرایشگر

موسى محمد علي

ناشر

عالم الكتب

ویراست

الثانية

سال انتشار

۱۹۸۵ ه.ق

محل انتشار

بيروت

ژانرها

علوم حدیث
ذكر خبر آخر مِمَّا يَقْتَضِي التَّأْوِيل
روى مُحَمَّد بن زِيَاد عَن أبي هُرَيْرَة ﵁ قَالَ قَالَ أَبُو الْقَاسِم ﷺ
عجب رَبنَا من قوم يقادون إِلَى الْجنَّة بالسلاسل
تَأْوِيل ذَلِك
أعلم أَنا قد بَينا معنى الْعجب الْمُضَاف إِلَى الله تَعَالَى وَقد رُوِيَ فِي إِضَافَة التَّعَجُّب إِلَى الله قد تقدم بَيَانهَا وَأَن ذَلِك يرجع إِلَى معنى الرِّضَا والتعظيم وَأَن الله ﷿ يعظم من أخبر عَنهُ بِأَنَّهُ يعجب مِنْهُ ويرضى عَنهُ
فَأَما معنى قَوْله يقادون إِلَى الْجنَّة بالسلاسل فقد قيل فِي مَعْنَاهُ
إِنَّهُم يكْرهُونَ الطَّاعَة الَّتِي يصلونَ بهَا إِلَى الْجنَّة من حَيْثُ تخَالف أهواءهم وشهواتهم وتكرهها نُفُوسهم من حَيْثُ تشق عَلَيْهِم وتصدهم عَن الراحات وَاللَّذَّات فِي الْحَال وَلكنهَا سائقة لَهُم إِلَى الْجنَّة وَهِي دَار الراحات ومأوى الطَّيِّبَات أَي هَذِه النُّفُوس تطلب الراحات وَاللَّذَّات فِي الدُّنْيَا وَتكره الطَّاعَات والعبادات لما فِيهَا من المشاق وَهِي الَّتِي تسوقهم إِلَى اللَّذَّات وتقودهم إِلَى الدَّرَجَات

1 / 328